العراق
07 شباط 2020, 08:50

ساكو: الدّولة المدنيّة هي الحلّ لأزمات العراق

تيلي لوميار/ نورسات
صدر عن بطريركيّة بابل للكدان مار لويس روفائيل ساكو بيان أعلن فيه عن حاجة العراق إلى دولة مدنيّة تكون حلًّا يدمج كلّ مكوّنات البلد المتنوّعة.

وجاء في نصّه نقلًا عن موقع البطريركيّة الرّسميّ:

"يتكوّن العراق من جماعات متنوّعة (مكوّنات)، تشكّل فسيفساء حضارات وثقافات وقوميّات، ولغات وديانات متعدّدة الوجوه والألوان، لكن كلّها تحمل تراثًا إنسانيًّا ووطنيًّا واحدًا هو العراق، وله صدى في عمق حياتنا كما يعبّر عنه حاليًّا، المتظاهرون السّلميّون في ساحات الاعتصام. هذا التّنوّع والتّعدّد لم يتمّ اندماجه حتّى اليوم، بشكل صحيح، وعلى قاعدة الأرض والمواطنة والقانون، فتصان وحدته وتنوّع مكوّناته وتعدّدهم. ومن المؤسف القول إنّ الأحزاب السّياسيّة معظمها عقَّدَت الأمور وعمَّقت الطّائفيّة والتّشظّيات لأنّها تفتقر إلى برنامج نهضويّ ومشروع إصلاحيّ يجلب الخير للبلاد والعباد!

إنّ الدّولة المدنيّة هي الحلّ لاندماج هذه المكوّنات، لاسيّما أنّ هدفها خدمة المواطنين، من دون النّظر إلى هويّتهم، وتسعى لخلق ظروف مناسبة لحياة آمنة، وحرّة وكريمة لهم. ليس صحيحًا أنّ ثمة تعارض جوهريّ بين الدّولة المدنيّة والدّيانة لأنّ رسالة المؤسّستين تتكامل في خدمة الإنسان.

الدّولة المدنيّة تبنى على المدينة الّتي فيها المجتمع مدنيّ، وليس على الكنيسة والجامع (الدّين لا يَبني دولة)! المدينة تحتضن الكلّ كأخوة على أسس بشريّة ووطنيّة واجتماعيّة وثقافيّة وجغرافيّة. والدّولة المدنيّة تحترم القيم الرّوحيّة والأخلاقيّة وحرّيّة عمل الدّيانات ضمن معابدها ونشاطاتها الدّينيّة من دون التّدخّل في السّياسة، على عكس العلمانيّة الغربيّة الّتي غالبًا ما تتنكّر للقيم الدّينيّة! الدّولة المدنيّة تعزّز العدالة والمساواة لجميع المواطنين، وتحترم الحرّيّة الشّخصيّة المسؤولة، وترسّخ الدّيمقراطيّة. الدّولة المدنيّة تؤسَّس وتقوم على الأخوَّة الإنسانيّة، والعدالة في الحقوق والواجبات أمام القانون، والمواطنة والتّاريخ، والعيش المشترك ممّا يُسهِّل الاندماج، وينشر روح التّسامح وثقافة قبول الآخر، ويساهم في التّكامل والتّواصل والتّجدّد والتّقدّم".