العراق
16 آذار 2020, 14:30

ساكو: الحلال حتّى وإن كان قليلاً فهو بركة

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو أمس بقدّاس الأحد في كابيلا الصّرح البطريركيّ في المنصور- بغداد، عاونه فيه المطرانان باسيليوس يلدو وروبرت جرجيس والأب صلاح خدور، بحضور راهبات البطريركيّة وبعض حرّاسها.

في عظته، شرح ساكو إنجيل متّى عن الكرّامين القتلة (21: 23-46) فقال: "من خلال هذا المثل يُكلّمنا يسوع عن الأمانة، والأمانة إلى الأخير ومهما كانت التّضحيات. الأمانة للإيمان، والأمانة الزّوجيّة، والأمانة للوطن والأمانة تجاه المال العامّ. واستغلال موقعنا لمصلحتنا هو خيانة للأمانة وهي خطيئة كبرى.

صاحب الكرم هو الرّبّ، وهو من غرسه وسيّجه، وحفر فيه معصرة، وبنى فيه برجًا للمراقبة لأنّ الكرم  تحت حمايته. وفوّض أشخاصًا (وكلاء) للاعتناء بالكرم، لكن من المؤسف أنّ ما حصل هو العكس تمامًا وهو مخجل ومحزن. فهؤلاء الخدّام تحوّلوا إلى أسياد وسرّاقين وقتلة. ولم يفكّروا بأنّهم مؤتمنون على الوديعة. ممكن أن نقارن هذا النّصّ بوضعنا، فمنذ 17 سنة الفساد مستشرٍ وكذلك التّهديد والقتل من أجل سرقة المال العامّ، من دون رادع دينيّ ووطنيّ وإنسانيّ، تمامًا مثل هولاء الكرّامين. إنّهم لم يفكّروا أنّ المسؤوليّة خدمة وأمانة، وإنّ سرقة ما ليس له الحقّ فيه حرام وخطئية. والحرام لا يدوم، بينما الحلال حتّى وإن كان قليلاً فهو بركة.

النّتيجة: أتى صاحب الكرم وعاقب الكرّامين على فعلهم الشّنيع وطردهم وسلّم الكرمة إلى آخرين.

إنّه تحذير ودرس لنا جميعًا، ينبغي أن نتعلّمه ونضعه نصب أعيننا. نحن خدّام مفوّضون أيّ كان موقعنا، ومسؤوليّتنا، ولسنا أسيادًا. وينبغي الحفاظ على الوديعة بأمانة حتّى التّضحية بالذّات مثل ما فعل شهداء الإيمان وشهداء الوطن.

حفظنا الرّبّ الكريم ثابتين على الأمانة والنّقاء".

هذا وأعلنت البطريركيّة عن بثّها القدّاس اليوميّ للبطريرك ساكو عند الثّامنة صباحًا، عبر صفحتها الرّسميّة على فيسبوك.