العراق
12 آذار 2021, 06:00

ساكو: البابا فرنسيس يعدّ الطّريق للسّلام في العراق والمنطقة

تيلي لوميار/ نورسات
أكّد بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو أنّ زيارة البابا فرنسيس إلى العراق هي زيارة "مفصليّة"، "أعدّت القلوب لطريق السّلام بعد كلّ هذه السّنين".

وعن أثر هذه الزّيارة، كتب ساكو نقلاً عن إعلام البطريركيّة الرّسميّ:  

"زيارة البابا فرنسيس إلى العراق والبالغ من العمر 84 سنة، زيارة استثنائيّة مفصليّة، في وضع غير طبيعيّ. الشّهادات الّتي سمعها البابا رائعة ومبهجة ومدهشة. وحيال ترحيب النّاس بعاطفة تلقائيّة في كلّ المحطّات الّتي زارها وكرم الضّيافة، قال في خطاب التّوديع بكلمات مؤثّرة جدًّا: العراق باقٍ معي وفي قلبي.

محطّات الزّيارة والأشخاص الّذين قابلهم وكلماته الدّالّة كانت مؤثّرة إلى حدٍّ كبير: الأخوّة والمحبّة والتّسامح والتّقارب، والمغفرة والمصالحة والسّلام والاستقرار. وصرخته: لتخرس الأسلحة وثقافة الكراهيّة والعنف والظّلم والفساد، ولتُحتَرَم الحياة والبيئة.

كذلك تواضعه وبساطته وانتباهه إلى كلّ واحد لمست قلوب الجميع، مسؤولين حكوميّين وسياسيّين ورجال الدّين لاسيّما مع المرجع الأعلى آية الله العظمى السّيّد علي السّيستانيّ، ومواطنين عاديّين من مسيحيّين ومسلمين وآخرين. إستطاع البابا بكلماته أن يفتح قلوب العراقيّين إلى بعضهم البعض برسائله عن الأخوّة والتّقارب، وبأنّ الأديان رسالة السّلام.

وجاءت كلمة فخامة رئيس الجمهوريّة الدّكتور برهم صالح بمثابة بلسم على جراح المسيحيّين، وطمأنَتهم عندما قال في خطاب التّرحيب في القصر الجمهوريّ أمام أكثر من 220 شخصيّة عراقيّة وأمام أنظار العالم: "مسيحيّو الشّرق هم أهل هذه الأرض وملحها، ولا يمكن تصوّر الشّرق من دون المسيحيّين".

زيارة البابا فرنسيس أعدَّت القلوب لطريق السّلام بعد كلّ هذه السّنين العجاف. وكأنّه يوحنّا المعمدان يعدُّ طريق الرّبّ، طريق الأخوّة والسّلام.

الآن يتعيّن علينا ألّا نبقى عند المشاعر، بل المهمّ هو تقييم الزّيارة واستثمارها وترجمة الخطابات إلى واقع عمليّ في المساواة والحقوق والمواطنة وألّا يكون هناك مواطنون من الدّرجة الأولى وآخرون من درجات أدنى.

هذا لن يتمّ إلّا بتغيير العقليّة والفكر من خلال برامج خاصّة مُعَدَّة بدقّة لترسيخ الأخوّة والتّنوّع، والاحترام والتّسامح والعيش المشترك، فضلاً عن تشجيع الاستثمار والمشاريع الّتي من شأنها أن تنهض بالاقتصاد وتوفّر فرص عمل.

بالنّسبة للمسيحيّين، كانت هذه الزّيارة دعمًا عظيمًا خصوصًا لمّا قال البابا فرنسيس: الكنيسة في العراق حيّة وقويّة. لذلك يبقى رأسنا مرفوعًا بمسيحيّتنا ووطنيّتنا."