لبنان
17 كانون الأول 2018, 11:15

زغرتا تزيح السّتارة عن تمثال البطريرك عميره

أزيحت السّتار عن التّمثال النّصفيّ للبطريرك جرجس عميره الإهدنيّ، برعاية النّائب البطريركيّ على جبّة بشرّي المطران جوزيف نفّاع وحضوره، وبدعوة من رئيس جمعيّة إحياء التّراث الإهدنيّ الزّغرتاويّ المطران بولس إميل سعادة.

وللمناسبة ترأّس نفّاع القدّاس الإلهيّ في كنيسة سيّدة زغرتا عاونه فيه الخوري جان مورا والخوري سليمان يمّين، وألقى عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "نحن في أحد البيان ليوسف الّذي خطب صبيّة تحمل في بطنها صبيًّا لا يعرف كيف. في القراءة العاديّة للانجيل نستخلص أنّ يوسف حلم بحلم كي يتزوّج مريم. إنّما بتفكير أكثر عمقًا فإنّ هذا الحدث البسيط هو خطوة أساسيّة في خلاصنا. فلولا شجاعة يوسف بقبوله الدّخول بمغامرة مع الله غير معروفة النّتائج لم نكن لنصل إلى ما نحن عليه اليوم.
هذا القدّيس الّذي في الإنجيل لم يفتح يومًا فمه والّذي تميّز بالصّمت والعمل، إنّما في مواقفه كرجل عرف أن يتحمّل المسؤوليّة. وهذا الرّجل الّذي ألقي بالحمل على أكتافه لولاه لم نكن نحتفل بمغارة الميلاد وميلاد يسوع المخلّص.
السّؤال الّذي يخطر لنا من أين أتى يوسف بهذه الشّجاعة؟ الجواب: لو لم يظهر الله ليوسف ويقول له "يا يوسف هذا الصّبيّ هو من عندي لا تهتمّ وتابع إلى الأمام. لم يكن هناك من أحد يملك الجرأة ليقوم بما قام به يوسف ويقبل به. إذا هو كان بحاجة لكلمة واضحة من الله وأن يعرف وأن يتعلّم من الله. لا أحد منّا يستطيع السّير بعيون مغمضة فالله يريدنا أبناء المعرفة ولذا علم يوسف.
إنّ أساس الإيمان والقداسة هي المعرفة فالقداسة لا يمكن أن تكون عن جهل. إنّ كنيستنا المارونيّة فهمت منذ البداية هذا الموضوع لذلك في القرن السّادس عشر والوضع الاقتصاديّ في ضيق قرّرت كنيستنا فتح مدرسة في روما لتعلّم كهنتها لينقلوا العلم والمعرفة للنّاس.
إنّ كلمة الله الّتي علينا أن نحملها إلى النّاس بطريقة صحيحة تحتاج إلى أن يتحلّى الكاهن بالعلم والمعرفة. فلولا المدرسة المارونيّة في روما لم يكن هناك لبنان ولا مستقبل ولا كرامة.
نحن بعد القدّاس مدعوّون لإزاحة السّتار عن تمثال للبطريرك جرجس عميرة الإهدنيّ الّذي هو واحد من تلامذة هذه المدرسة والّذي تمكّن بعلمه أن يعطي المجد والكرامة والفخر لإهدن والخير لكلّ لبنان. وهذا البطريرك الّذي فهم أهمّيّة العلم هو الّذي عمل على كتب كثيرة فهو الّذي طلب بإلحاح من اليسوعيّين فتح مدارس وجامعات في لبنان وأتى بهم إلى إهدن وعينطورة. ونحن في هذه المنطقة نتميّز بالعلم والمعرفة وهذا ما يميّز كنيستنا أيضًا ويسمح لنا بفعل الخير وتحسين وضعنا.
إنّ الضّائقة الاقتصاديّة أتعبتنا كما حال أجدادنا إنّما علينا شبك الأيادي كنيسة وعلمانيّين لنحاول أن يبقى هذا البلد شعلة علم ومعرفة أمام العالم. وهنا لا بدّ من أن أشكر أوّلاً سيادة المطران بولس أميل سعادة الّذي أسّس جمعيّة إحياء التّراث الإهدنيّ الزّغرتاويّ والّتي اهتمّت أن تقدّم لنا ذخيرة تمثال البطريرك عميرة على باب كنيستنا والّذي هو من نتاج الفنّان سايد بو محرز، على أمل أن يكون هذا التّمثال رمزًا وصاحبه البطريرك عميرة قدوة لنا في النّجاح والعلم والثّقافة، هو الّذي يوم وفاته نزل من جبهته عرق كثير وهو أمر مستغرب فتبارك منه النّاس فالقداسة هي بعرق الجبين وصلاته معنا ستساعدنا في تطوّر منطقتنا".