زحلة تصلّي من أجل وحدة الكنائس
وبحسب البرنامج المعدّ للمناسبة تليت الصّلوات من قبل الأساقفة رافقتها ترانيم من الجوقات الممثّلة لكافّة الأبرشيّات، بحسب ما نقل إعلام أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك.
وبعد الإنجيل المقدّس الّذي تلاه المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، كانت كلمة روحيّة للمطران سفر قال فيها: "نجتمع اليوم بدعوة من كنائسنا لنصلّي لإكتمال الوحدة. كلّنا نعلم وبخاصّة الإكليروس والدّارسين علم اللّاهوت كيف بدأت الانقسامات وكيف وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. هذه كانت مرحلة مؤلمة في تاريخ الكنيسة والرّبّ يسوع المسيح كان يراها، لذلك طلب من الآب أن يكون المؤمنون به واحدًا. عرف الرّبّ أن الشّيطان وكبرياءنا ومحبّتنا للسّلطة والنّفوذ أدّى إلى انقسام الكنائس، لكن الرّوح الّذي يهبّ حيث يشاء ونسمع صوته ولا نعلم من أين يأتي ولا إلى أين يذهب يهبّ في الكنيسة ولا يتركها أبدًا.
منذ بدايات القرن العشرين بدأت حركات مسكونيّة تدعو إلى وحدة الكنائس. تطوّرت هذه الحركات وتطوّرت هذه الدّعوات وبدأت تتبلور عبر اجتماعات ولجان، وأعطت نتائج ملموسة خاصّة بعد المجمع الفاتيكانيّ الثّاني الّذي فتح الكنيسة الكاثوليكيّة أمام الحوار مع الجميع وغيّر التّوجّه فبدأت الكنائس الأخرى التّعاون في هذا الخصوص ونشكر الله على وجود مجالس تجمع كلّ هذه الكنائس للتّحاور ولقبول بعضنا البعض.
نحن اليوم في هذا الشّرق، هبّ الرّوح علينا بطريقته. نحن وإن كنّا في كنائس مختلفة، الرّوح حرّك القاعدة، حرّك المؤمنين. هذا التّقارب والتّزاوج وهذه العلاقات في قلب القرية الواحدة والمدينة الواحدة دفع بالرّؤساء الرّوحيّين الى التّحرّك في هذا الاتّجاه والبحث عن حلول لهذا التّقارب. أنا شخصيًّا أعتبر أنّ الرّبّ حرّك القاعدة الشّعبيّة والمؤمنين لكي يدفعوا بالقادة الكنسيّين إلى السّعي نحو الوحدة.
أساس الخلاف وإن كان إيمانيًّا لكن في الحقيقة لم يكن الفعل إيمانيًّا. كانت الأسباب سياسة أو سلطة أو مال كانت من فعل إبليس الّذي حرّض على هذا الموضوع والّذي يفرح دائمًا بانقسامات الكنائس.
نشكر الله اليوم أنّه في بلادنا وفي الشّرق نحن نقبل بعضنا البعض أكثر من الخارج، جمعتنا الظّروف والأحوال، جمعتنا الأيّام الصّعبة لكي نعيش هذه الشّهادة.
لماذا نفكّر بالوحدة؟ لماذا علينا أن نتوحّد ونسعى لهذه الوحدة؟
اليوم هناك رؤية جديدة لهذه الوحدة في الكنيسة، فهي لا تعني إلغاء الآخر، لا تعني ذوبان ولا تعني أن تختفي الهويّة في الآخر. ما نجده اليوم ونسمعه من تراتيل من طقوس مختلفة نعتبره غنى. كلّ كنيسة تطوّرت في ليترجيّاتها وطقوسها. لماذا علينا أن نسعى للوحدة؟ السّبب الأوّل هو رغبة الرّبّ، هكذا أراد السّيّد المسيح والسّبب الثّاني هي الشّهادة لمسيحنا خاصّة في الشّرق حيث نعيش وسط جماعات غير مسيحيّة. أيّ شهادة نعطيها إذا كنّا غير موحّدين؟ هذا الأمر لا يعطي شهادة مسيحيّة صادقة وحقيقيّة عن المسيح الّذي ندعو للإيمان به، لذلك علينا كمسؤولين روحيّين أن نشجّع لإيجاد صيغة نستطيع من خلالها أن نقدّم شهادة للمسيح الّذي يسكن فينا.
الكثير من النّاس ينتقدوننا عندما نعلن عن الصّلاة من أجل وحدة الكنيسة ويقولون توحّدوا ما الّذي يمنعكم؟ لهولاء نقول ربّما لا يعرفون التّاريخ ونشكر الله لأنّنا منذ خمسين عامًا لم نكن كما نحن اليوم، لم يكن التّواصل قائمًا كما اليوم، فلننظر إلى الأمر بإيجابيّة ونشكر الرّبّ على عطاياه."
وإختتم المطران سفر "أختم بالحديث عن زحلة، فهي تعتبر بحسب رأيي وبحسب معرفتي بمناطق كثيرة في لبنان وسوريا وهذا الشّرق وحتّى في أوروبا وأميركا، تعتبر هذه المدينة نموذجًا جيّدًا في العلاقة بين الكنائس وفي العلاقة أيضًا بين المؤمنين من مختلف الكنائس، وقد قطعت شوطًا جيّدًا في تقديم الشّهادة المسيحيّة عن يسوع الواحد الّذي نحمله.
أضمّ صلاتي إلى صلاة كلّ واحد منكم لنصل إلى تحقيق رغبة ربّنا يسوع المسيح بأن نكون واحدًا".
وبعد كلمة المطران سفر تلا الآباء سلوميان وابارتيان وخميس طلبات التّشفّع وتلت مجموعة من شبيبة الأبرشيّات صلوات مختلفة للوحدة.
وإختتم اللّقاء بتلاوة صلاة من أجل وحدة المسيحيّين.