زحلة تشهد على التّنوّع والمعرفة في رسالة روحيّة
استُهلّ النّهار بجلسة افتتاحيّة بدأت بصلاة وترانيم وقراءات فصحيّة. ثمّ كانت كلمة ترحيبيّة للمطران درويش ثمّن فهيا هذا النّشاط لدمج الأولاد، فـ"الدّمج الّذي نتحدّث عنه، يعني إتاحة الفرصة لكلّ الأولاد، مهما كانت حالتهم النّفسيّة أو الجسديّة أن يكونوا معًا، يُعطَون فرصًا متساوية ليحقّقوا ذاتهم. وهذا يتطلّب تربية ترتكز على تقبّل الآخر بدون شروط.
ففي الكنيسة مثلاً لكلّ ولد الحقّ بأن يتعرّف على يسوع ويكون قريبًا منه ويشترك في النّشاطات التّرفيهيّة والحركات الرّسوليّة. الأطفال الّذين استقبلهم يسوع لم يكونوا على مستوى واحد من الذّكاء ولا كانوا على مستوى واحد من السّويّة، كانوا مختلفين وربّما كان معهم أولاد معوّقين، ويسوع استقبلهم وطلب أن يتشبّه بهم كلّ الدّاخلين إلى الملكوت.
الرّبّ يسوع عندما قال: "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت19: 14)، لم يستثن أحدًا منهم.
في المدرسة لكلّ ولد الحق بالتّعلّم والتّحصيل وفق قدراته وإمكاناته والبرامج التّربويّة تساعده على تحقيق ذاته فلا رسوب في الصف ولا تنافس ولا مقارنة بين الطالب السوي والطالب ذوي الحاجات الخاصة.
أمّا في المجتمع، فعلينا أن نسعى لدمج الأطفال المعوقين مع رفاقهم والسماح لهم الانخراط في الحياة العادية. هكذا يتعرّف الأولاد على بعضهم البعض ويبنوا سويّة مجتمعًا سويًّا.
أتمنّى أن تخرجوا اليوم أقلّه بتوصيات ثلاثة تطال تعهّدًا والتزامًا وسعيًا منّا لاندماج الأولاد ذوي الحاجات الخاصّة في الكنيسة والمدرسة والمجتمع".
وكان بعدها عرض لفيلم عن التّنوّع والاحتياجات الخاصّة وكلمات شدّدت على ضرورة احترام حقوقهم والحرص على عدم تهميشهم.
ثمّ انطلقت الجلسات حضرها أكثر من 150 معلمة ومعلّم من زحلة والبقاع واختصاصيّين يعملون في هذا المجال. وتمّت منافشة مواضيع عديدة مثل كيفيّة التّعامل مع التّحدّيات السّلوكيّة، المراحل والعناصر المطلوبة للتعلّم، تقبّل التّنوّع، فهم الأحاسيس والمشاعر، تأثير المهارات الدّقيقة والكبرى على التّعلّم، والنّطق واللّغة.
وكان في الجلسة الأخيرة عرض لفيلم وثائقيّ عن الدّمج والصّعوبات تبعه نقاش وفتح المجال لطرح الأسئلة.