زحلة استقبلت ذخائر القدّيسة ريتا بعد استقدامها من كاسيا
وللمناسبة، ترأّس مطران زحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك عصام يوحنّا درويش قدّاسًا احتفاليًّا، في مقام سيّدة زحلة والبقاع، بحضور الاساقفة: أنطونيوس الصّوريّ وبولس سفر ونيفن صيقلي، والأب إيلي صادرممثّلاً المطران جوزف معوّض، ولفيف من الكهنة ورؤساء الأديرة، وحشد من الفاعليّات البلديّة والاختياريّة والجمعيّات الرّوحيّة في زحلة والبقاع.
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى درويش عظة قال فيها:
"أصحاب السّيادة جوزف معوّض، أنطونيوس الصّوريّ وبولس سفر، أحيّيكم بإسم هذا الجمهور الكريم. أحيّي صاحب السّيادة المطران نيفن صيقلي لقد أتيت خصّيصًا وتكبّدت معاناة السّفر لتكون معنا اليوم وغدًا...
أحيّي الأخوة الكهنة الّذين يشاركون في هذه الذّبيحة.
بإسمكم، أصحاب السّيادة، نتوجّه بشكر عميق من المهندس أسعد نكد الّذي يرعى هذا الاحتفال كلّ سنة، ويذكّرنا بأنّ القدّيسة ريتا هي الشّفيعة الحارّة لأمورنا المستحيلة.
صحيح أنّنا انقطعنا لمدّة طويلة من اللّقاءات الرّوحيّة والصّلوات بسبب جائحة كورونا الّتي فرضت علينا نظمًا جديدة: التّباعد، انكفاء، وقاية، الخوف.. غيّرت هذه الجائحة تقاليد كثيرة كنّا اعتدنا عليها واكتسبناها من آبائنا وأجدادنا.. إستطاعت أيضًا أن تجعلنا ننكفء في بيوتنا ونغلق الكنائس، حتّى كادت أن تخفي التّعاطف بيننا. لكنّنا نؤمن أيضًا بأنّ صلاتنا ساهمت إلى حدّ كبير في التّغلّب على كلّ الأمراض والشّرور الموجودة في عالمنا.
نحن عندما نصلّي نعاشر الله، نكون في حضرته، نقف أمامه، نتأمّل بهاءه، ندخل معه بشركة وبالمقابل نحصل صفاء الذّهن والفكر والرّوح، عندها يمكننا أن نختار ما هو صالح لنا ولغيرنا.
سمعنا في إنجيل اليوم أنّ يسوع هو الرّاعي الصّالح وهو باب الخراف، وهو لا يأخذ الحياة كالسّارق الّذي يأتي إلى الحظيرة ليسرق القطيع ويُهلكهُ، إنّما يأتي "لتكون للخراف الحياة، وتكون لهم وافرة" (يو10/10). هذا هو وعد يسوع أن يعطينا الحياة، والحياة هي كلمته وهي حبُّه وهي خبز الحياة والمرعى الحقيقيّ. إنّ يسوع لا يعطي إلّا ذاته وقد حوّل قساوة الصّليب إلى الإفخارستيّا لتكون لنا الحياة.
في هذا الإنجيل وضع يسوع شرطًا واحدًا للدّاخلين في حظيرته ومرعاه، أن تكون المعرفة متبادلة، فكما هو يعرفنا علينا نحن أيضًا أن نعرفه: "أنا الرّاعي الصّالح أعرف خرافي وخرافي تعرفني" نحن نخصّهُ وننتمي إليه وهو يدعونا بإسمنا ويحترم حرّيّتنا، يبحث عنّا ويُحبّنا. يعرف ما نعانيه ويفهم فشلنا وخيبة أملنا، لكنّه يستقبلنا ويحبّنا كما نحن عليه ويساعدنا لنتخطّى الصّعوبات الّتي نمرُّ بها.
يؤكّد يسوع أيضًا في هذا الإنجيل، أنّه الرّاعي الصّالح الوحيد، الّذي يجمع الجميع في رعيّة واحدة. فالكلمة، أيّ يسوع، هو الرّاعي الحقيقيّ الّذي بذل حياته. فمهما تعدّدت كنائسنا وطوائفنا، تبقى الحظيرة واحدة والرّاعي واحد. هذا الرّاعي ما زال يجوب الأرض، يبحث عنّا ليحملنا على كتفيه ويعيدنا إلى الحظيرة، أيّ إلى الكنيسة الواحدة."