لبنان
03 أيلول 2018, 05:00

روحانا بعيد مار جرجس: للتّعالي عن مآخذنا على بعضنا البعض

إحتفالاً بعيد شفيعها مار جرجس، نظّمت بلدة فيطرون كرنفالاً سيرًا على الأقدام من مدخل البلدة نحو الكنيسة ترافق مع تراتيل دينيّة وأناشيد وطنيّة، وتوسّط الموكب صورة عملاقة لمار جرجس.وبعد المسيرة، أُقيم للمناسبة قدّاسًا إلهيًّا ترأّسه النّائب البطريركيّ العامّ على نيابة صربا المارونيّة المطران بولس روحانا، يعاونه خادم رعيّة مار جرجس فيطرون الأب مارتن عيد.بعد الانجيل المقدّس، ألقى المطران روحانا عظةً من وحي المناسبة، شرح خلالها معاني أيقونة الشّهيد مار جرجس، والتي تحمل معنًى رمزيًّا فقال بحسب الوكالة الوطنيّة للإعلام:

"العروس التي تظهر في الأيقونة تشير إلى الكنيسة التي تتطلّع إلى أبنائها الشّهداء بفرح واعتزاز، والتّنين يشير إلى الشّيطان الذي يحرّك العالم الشّرير ضدّ الإيمان، والحربة تشير إلى صليب ربّ المجد الذي يهب النّصرة، كما أنّ هزيمة التّنين تشير إلى هزيمة الشّرّ ومصدره (إبليس) بقوّة الإيمان. وإنّ هذه المناسبة هي مناسبة فرح.

أدعو جميع المؤمنين إلى تجديد ايمانهم بالرّبّ يسوع، وسماع كلمته من خلال الصّلاة، وترجمتها عبر محبّة القريب. فكيف يمكن للمؤمن أن يحتقر الآخرين، مدّعيًا أنّه من فوق وهم من تحت؟ كيف يستطيع الإنسان استضافة الله في بيته وقلبه يضجّ بالمآخذ على الآخرين؟

إنّ النّاس بحاجة إلى الفرح في اللّقاءات، خصوصًا العائليّة والرّاعويّة، بحاجة إلى وجوه فرحة مسالمة تبعث البهجة في القلوب.

وأطلب منكم بالتّعالي عن مآخذنا على بعضنا البعض. وأتمنّى أن يرمي الله الصّلح بين الإخوة والسّلام بين العائلات والقرى والبلدات، وتجديد إيمانهم بالرّبّ يسوع والإصغاء إليه، كما فعلت مريم. وبهذا يصبح الصّعب والمستحيل، ممكّنين مع يسوع. وعندما نتأمّل ونتذوّق كلام الرّبّ تتغلغل في قلوب المؤمنين المحبّة وتتحوّل إلى سلوك مسالم مع الآخر.

وها إنّنا نريد أن تظلّ الكنائس وقببها علامة ترفع قلوب المؤمنين إلى السّماء وتتعالى على الصّغائر الدّنيويّة. لنصلّ في ذكرى الشّهيد مار جرجس لنسمع مثله كلام الرّبّ، كلامًا روحيًّا، وننقله علاجًا لنا ولمن حولنا؛ علّنا نجد فيه علاجًا لنزاعاتنا. وأن يكون الرّبّ يسوع يتوسّط اجتماعاتنا كما جاء في الإنجيل، لأنّه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم، وفي وسط كلّ بيت، وكلّ رعيّة، لأنّه عندما نعطي الرّبّ مشاكلنا، فهو كفيل أن يعطينا المفتاح لحلّ كلّ العقد التي تعترضنا".