لبنان
11 نيسان 2018, 12:19

رهانات وتحدّيات وآفاق في المركز الكاثوليكيّ للإعلام

عقد الأمين العامّ للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان الأب بطرس عازار الأنطونيّ بالتّعاون مع جمعيّة أعمال الشّرق، قبل ظهر أمس، مؤتمرًا صحافيًّا في المركز الكاثوليكيّ للإعلام، بدعوة من اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام، حول مؤتمر التّعليم الكاثوليكيّ والفرنكوفونيّ في الشّرق الأدنى والشّرق الأوسط: رهانات وتحدّيات وآفاق، الّذي سيعقد في 12 و 13 نيسان/ إبريل الجاري. الإفتتاح سيقام في 12نيسان/ إبريل الجاري برعاية البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي، في قصر المؤتمرات في الضّبية السّاعة الرّابعة والنّصف بعد الظّهر، و13 نيسان/ إبريل في مقرّ الأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة من 9 صباحًا ولغاية السّادسة مساء.

 

شارك فيه إلى جانب الأب عازار مدير المركز الكاثوليكيّ للإعلام الخوري عبده أبو كسم، المندوب الوطنيّ المساعد لجمعيّة أعمال الشّرق السّيّد  ميشال بوتي دولابيريل، المدير الإقليميّ في لبنان والأردنّ وسوريا الأستاذ فينسانت جولو، والأستاذ ليون كلزي الّذي قام بالتّرجمة، وحضر أمين عام جمعيّة الكتاب المقدّس الدّكتور مايك باسوس وأعضاء من الجمعيّة المذكورة ومن المدارس الكاثوليكيّة ومن الإعلاميّين والمهتمّين.

 

أبو كسم

رحّب الخوري عبده أبو كسم بالحضور باسم رئيس اللّجنة الأسقفيّة لوسائل الإعلام المطران بولس مطر وقال:

"نجتمع اليوم في لقاء مع الأمين العامّ للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان الأب بطرس عازار للإعلان عن مؤتمر عن "التّعليم الكاثوليكيّ والفرنكوفونيّ" الّذي سيقام بالتّعاون مع مؤسّسة أعمال الشّرق، وهذا المؤتمر الثّالث لكن الجديد فيه أنّه يعقد اليوم في لبنان."

تابع "هذا التّعاون القائم بين الأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة ومؤسّسة أعمال الشّرق هو لتنشيط المدارس الكاثوليكيّة لتلعب دورها في مجال الفرنكوفونيّة، لكنّه في الوقت عينه هو دعم معنويّ وربّما ماديّ لتنشيط الفرنكوفونيّة في برامجها وبين تلامذتها."

أضاف "اليوم هذا المؤتمر الّذي سيعقد في لبنان بعد ظهر غد الخميس برعاية البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي وسيعالج ثلاث تحدّيات، التّحدّي الأوّل هو تعزير الفرنكوفونيّة، والثّاني التّكنولوجيّ إذ كيف لهذه المدارس أن تواكب هذا التّطوّر الدّائم الّذي يتطوّر من يوم إلى يوم، والثّالث وهو تحدّي السّاعة التّحدّيات الماليّة الّتي تواجه المدارس الكاثوليكيّة وربّما بعض المدارس الخاصّة."

وختم بالقول "هذا المؤتمر يأتي في توقيته الصّحيح والمدرسة الكاثوليكيّة مهما اشتدّت عليها المصاعب واشتدّ عليها الحصار، فهي اليوم محاصرة من الدّولة ومن الأساتذة ومن الأهل، مع العلم أنّها تعمل في الوقت عينه لمصلحة الدّولة والأساتذة والأهل، هذا هو التّحدّي الكبير الّذي علينا أن نبينه للرّأي العامّ كي لا تظهر المدرسة الكاثوليكيّة في مظهر الجلّاد وهي في الحقيقة في موقع الضّحيّة."

عازار

ثم كانت مداخلة الأب بطرس عازار الأنطونيّ حول برنامج مؤتمر المدارس الكاثوليكيّة والفرنكوفونيّة في الشّرق الأدنى والشّرق الأوسط: رهانات وتحدّيات وآفاق جاء فيها:

"في بداية هذا المؤتمر الصّحفيّ لا يسعني إلّا أن أعرب لكم أيّها الكرام، ولجميع اللّبنانيّين عن تهانيّ بمناسبة عيد الفصح المجيد وقيامة ربّنا يسوع من بين الأموات مصلّيًا لتكون للبنان قيامة كاملة تساعدنا على إعلان الحقيقة والعمل من أجل السّلام العادل بحرّيّة وشفافيّة وصدق.

تابع "مؤتمر المدارس الكاثوليكيّة والفرنكوفونيّة في الشّرق الأدنى والشّرق الأوسط: رهانات وتحدّيات وآفاق الّذي يرعاه غبطة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرّاعي، رئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، الكلّيّ الطّوبى، ويشارك فيه نخبة من أهل التّربية والتّعليم والرّأي."

أردف "وهنا أسمح لنفسي بأن أشكر حضرة المونسنيور باسكال غولنيش، مدير جمعيّة أعمال الشّرق Oeuvre d’Orient على مساهمته بعقد مؤتمرين سابقين في باريس حول الموضوع نفسه لإبراز دور المدارس الكاثوليكيّة في خدمة القيم، وتحديدًا تلك الّتي يلتزم بها الفرنكوفونيّون في لبنان والعالم. وفي مطلع هذه القيم التّربية والتّعليم، وهما حقّ لجميع المواطنين."

أضاف "ومع هذا الشّكر أحيّي المونسنيور غولنيش على مبادراته المتنوّعة للدّفاع عن حرّيّة التّعليم. مذكّرًا بموقف جريء عبّر عنه منذ سنتين تقريبًا إذ قال: "انّ أحدَ أدوارنا هو أن نشرح للجهات الفرنسيّة والدّوليّة الفرنكوفونيّة بأنّ التّعليم الخاصّ والحرّ، والكاثوليكيّ والفرنكوفونيّ، بشكل خاصّ، هو في خطر. والرّهبانيّات- وطبعًا الأبرشيّات– لم تعد وحدها قادرة على تحمّل هذا الجهد التّربويّ، مع أنّ المؤسّسات مفتوحة للجميع، مسيحيّين ومسلمين، وتستقبل نازحين ولاجئين ليس بمقدورهم دفع أقساطهم"."

وقال "كم كنّا نتمنّى أن نسمع من المسؤولين عندنا في لبنان، لا بل من جميع الّذين يستفيدون من خدماتنا وعطاءاتنا وتضحياتنا، بعضًا من هذا الكلام كتعبير عن الوفاء والاعتراف بالجميل وكتأكيد على الانتماء للمؤسّسة الأمّ الّتي تجمع وتخدم وتحبّ."

تابع "إنّ المؤتمر الّذي تعقده جمعيّة أعمال الشّرق هذه السّنة في لبنان، وبالتّعاون مع الأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة، هو اليوم صرخة في الضّمائر، وهو أيضًا وقفة وفاء."

وفال "أمّا الصّرخة في الضّمائر فهدفها توعية المسؤولين وغير المسؤولين على وجوب تحييد التّربية والتّعليم عن كلّ الشّعارات الفارغة والسّياسات الضّيّقة، من أجل النّهوض بأجيال الوطن الطّالعة إلى مستوى القيم والإبداع والجودة والتّميّز، وأمّا وقفة الوفاء فهي اعتراف متجدّد، من قبل مؤسّسة صديقة وغيورة على الشّرق، بما تقوم بها مدارسنا الكاثوليكيّة في لبنان، مع جميع المؤسّسات التّربويّة الملتزمة الأنظمة القوانين والمحافظة على قدسيّة الرّسالة، من مبادرات جريئة ومتقدّمة مواكبة التّطوّر العلميّ والتّكنولوجيّ والتّربويّ ليستعيد لبنان، ومعه الشّرق العافية التّعليميّة والدّور الحضاريّ والثّقافيّ والإنسانيّ "من أجل إنماء عالم أفضل في الحقيقة والعدل، ومن أجل الشّهادة لولادة ثقافة جديدة محورها الإنسان".

تابع "إنّ انعقاد المؤتمر الّذي نقدّم لكم اليوم أهدافه وبرنامجه، هو مبادرة جريئة تعوّض علينا بعض ما نعاني منه اليوم بسبب الأزمة التّربويّة والاجتماعيّة الّتي جاءت نتيجة تشريعات غير عادلة فرضت علينا ما لم نكن ننتظره، وضربت وحدة القطاع التّربويّ. والمؤسف أنّنا لم نلمس بعد معالجات جدّيّة وصادقة للخروج من المأزق الّذي أوقعتنا الدّولة به.  فهل ينتظرون منّا اللّجوء إلى ما لا نريده من مواقف سلبيّة؟"

أضاف "بالإضافة إلى ذلك، وبالرّغم من سعي البعض لإلهائنا عن دورنا التّربويّ الأساسيّ، فإنّنا نؤكّد، ومن خلال مشاركتنا في تنظيم هذا المؤتمر، أنّنا ساعون دومًا إلى الأفضل وأنّنا مستمرّون في أداء رسالتنا، ومطالبون بوجوب تنفيذ مقرّرات الاجتماعين اللّذين عقدا في بكركي، في الأوّل من شباط وفي 24 آذار 2018، برعاية مشكورة من غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الرّاعي الكلّيّ الطّذوبى، وبحضور مرجعيّات روحيّة وتربويّة."

أضاف "واليوم، وكما في الأمس، نرفع الصّوت عاليًا، آملين أن يسمعه الّذين "أصمّوا آذانهم"، لتأمين "حقّ الأولاد في تربية مدرسيّة صالحة..."، والابتعاد "عن كلّ احتكار مدرسيّ يتنافى وحقوق الشّخص البشريّ الطّبيعيّة وتقدّم الثّقافة بالذّات وانتشارها، وتوافق المواطنين السّلميّ ويتنافى ومبدأ التّعدّديّة"."

وختم "على أمل أن نلتقي قريبًا للإعلان عن المعرض التّكنولوجيّ التّربويّ، Edutech 2018 في 18 و19 و20 نيسان 2018، ومع التّرحيب بمشاركة السّيّدين ميشال بوتي دولابيريل، المندوب الوطنيّ المساعد، وفينسانت جولو، المدير الإقليميّ في لبنان والأردنّ وسوريا، في هذا المؤتمر الصّحفيّ، أكرّر الشّكر للمونسنيور غولنيش مدير جمعيّة أعمال الشّرق ومعاونيه لأنّهم شعروا معنا فجاؤوا إلينا ليطالبوا هم أيضًا مثلنا بالحفاظ على حرّيّة التّعليم وبتأمين الحقوق العادلة والمتوازنة والممكنة لجميع مكوّنات الأسرة التّربويّة."

 

دولابيريل

ثم كانت مداخلة للسّيّد ميشال بوتي دولابيريل جاء فيها:

"يطيب لي أن أشكركم بدوري على حضوركم وللمركز استضافته وأودّ أن أذكّركم بأنّ هذا المؤتمر الثّالث المنعقد في لبنان يعني لبنان بالدّرجة الأولى والدّول لكن أيضًا دول أخرى في الشّرق الأوسط حيث جمعيّة أعمال الشّرق في دعم هؤلاء المشرقيّين خصوصًا في مصر وتركيا وسوريا والأراضي المقدّسة."

تابع "جمعيّة أعمال الشّرق تأسّست عام 1856 بهدف دعم مسيحيّي الشّرق، وأوّل مهمّة تنطّحت لها هي تأسيس المدارس في لبنان في القرن التّاسع عشر ومن ثمّ توسّعت مهامها لتطال الصّحّة والعمل الرّاعويّ ونقصد تنشئة للكهنة وتدرييب أساتذة التّعليم الكاثوليكيّ وامتدّت أعمالها في الهند حتّى أثيوبيا وحتّى المنطقة العربيّة."

أضاف: "لماذا العلاقة بين الفرنكوفونيّة وجمعية أعمال الشّرق؟ لأنّها بفعل فرنكفونيّة من حيث كونها حاملة قيم هي قضيّتنا، وعليه فقد نظّمنا مؤتمرين سابقين في باريس للموضوع عينه، مؤتمر 2014 كان همّه تشخيص وضع الفرنكوفونيّة في المنطقة، أمّا مؤتمر 2016 كان بمثابة إطلاق صفارات إنذار لجميع المرجعيّات الفرنسيّة والدّوليّة والإقليميّة الّتي تعنى بتطوير الفرنكوفونيّة ونموّها لكي تعي الرّهانات الّتي تعيشها وتمثّلها المؤسّسات الّتي تدعم الفرنكوفونيّة وتطلقها في مشاريعها."

وقال: "الرّهانات الّتي تتحصّل من خلاصة المؤتمرين هي التّالية تنشئة الأساتذة وتدريبهم، الثّاني تطوير التّعليم باستخدام التّكنولوجيا، والثّالث تحدّي الاستمراريّة الماليّة. ولمواجهة هذه التّحدّيات ينعقد هذا المؤتمر الثّالث في لبنان، بهدف جمع كلّ الجهات الفاعلة المحلّيّة لكي تنسّق جهودها وتوحد مساعيها ونذكر على سبيل المثال منها الأمانات العامّة للتّعليم الكاثوليكيّ في بلدان الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، الجمعيّات والرّهبانيّات ومكاتبها التّربويّة، المعاهد الفرنسيّة لتعليم اللّغة الفرنسيّة وتدريب الأساتذة، المؤسّسات الدّوليّة المهتمّة بالفرانكوفونيّة، المؤسّسات الحكوميّة الفرنسيّة في الشّرق الأوسط، المؤسّسات الحكوميّة المحلّيّة وسائر المنظّمات الدّوليّة الّتي تعنى بشأن التّربويّ كالأونيسكو والاتّحاد الأوروبيّ  وحتّى رجال الأعمال كلّهم مدعوّون لتوحيد الرّأي ولبناء خطّة خمسيّة لتجيب عن هذا التّحدّي الّذي سبق وأشرنا إليه لتأمين مستقبل التّعليم الكاثوليكيّ في المنطقة."

جولو

ثم اختتم المؤتمر بكلمة الأستاذ  فينسانت جولو فقال:

"تقوم جمعيّة أعمال الشّرق بدعم الجماعات المسيحيّة في الشّرق من خلال التّربية والتّعليم والصّحّة والعمل الاجتماعيّ ولإيماننا بأنّها هي جماعات تحمل قيم التّسامح والسّلام والعيش المشترك في كلّ منطقة الشّرق الأوسط."

تابع "منذ اندلاع الأزمات في الشّرق اضطرّت "جمعيّة أعمال الشّرق" أن تواجه تحدّيات جديدة بسبب حركات النّزوح واللّاجئين إلى البلدان المجاورة البعيدة عن خطوط التّوتّر. وهذا الكمّ من اللّاجئين أضاف عبئًا على المقيمين إن في لبنان أو في الأردنّ حيث اضطررنا لمساعدتهم."

أضاف "التّحدّي الآخر الّذي علينا مواجهته هو زوال التّراث وتعلمون ما صنعت داعش في سوريا والعراق. ومن أهداف "جمعيّة أعمال الشّرق" أن تظهر القيمة الحقيقة للتّراث المسيحيّ الشّرقيّ وقد قامت بمبادرات بمعرض التّراث المسيحيّ خلال ألفي سنة في المعهد العربيّ في باريس، وهذا بهدف جعل الأوروبيّين يعرفون ويفهمون جذورهم المسيحيّة المشرقيّة وجذور إخواتهم في الإيمان. وهذا التّراث المسيحيّ المشرقيّ هو تحدّ يخصّ مسيحيّ الشّرق نريد أن ننبش هذا التّراث والمحافظة عليه وإحيائه."

وقال "لذلك بفضل مجلس الشّيوخ الفرنسيّ و"مؤسّسة أعمال الشّرق" والمكتبة الوطنيّة في فرنسا سننشىء مركزًا لتجديد مخطوطات ووثائق كنائس المشرق، وهذا يعني جميع الكنائس ويظهر الغنى والتّمييزات في مختلف الطّقوس الشّرقيّة. وطبعًا من مهامه أن يقترح ويقدّم عمليّات التّرميم بأكلاف رمزيّة بحيث تستطيع كلّ الجماعات المؤمنة والطّوائف الاستفادة من هذه الخدمة."

وختم بالقول: "سيتمّ افتتاح هذا المركز بحضور غبطة البطريرك أغناطيوس يوسف الثّالث يونان بطريرك السّريان الأنطاكيّ الكاثوليكيّ، والمونسنيور باسكال غولنيش، الخميس المقبل في دير الشّرفة– حريصا، السّاعة العاشرة صباحًا".