رفقا يا ابنة أرز لبنان صلّي لأجلنا!
اليوم، نجثو أمام ضريح زهرة حملايا الّتي عاشت مغمورة بمحبّة المسيح، مواظبة على الصّلاة، وملبّية دعوة الرّبّ إلى التّرهّب بسرور كبير في جمعيّة المريميّات أوّلاً، ثمّ في الرّهبنة اللّبنانيّة المارونيّة حيث خدمت وأحبّت بلا حدود، وعاشت البساطة والطّاعة برجاء كبير متّكلة على شفاعة أمّ الله مريم والقدّيس يوسف واسم يسوع لا يفارق لسانها. لفّها تواضع ووداعة استقتهما من الإنجيل وتعاليم يسوع وسير القدّيسين، فأضحت بين زميلاتها شعلة إيمان ومثالاً في حفظ القوانين والصّلوات والتّقشّف والتّضحية والعمل بصمت.
غذّت رفقا حياتها بالقربان وامتلأت من الرّوح القدس، فنمت في حضرة الرّبّ يسوع غير أنّ الرّاهبة الشّابّة لم تكتفِ بذلك، لا بل أرادت أن تعانق المصلوب وتشاركه أوجاعه، فطلبت أن يفتقدها بمرض وكان لها صليب حملته بنضج وصبر مدّة 29 عامًا بفرح كبير يدغدغه ألم تحمّلته بشجاعة. ألم تعايشت معه وباتت له رسولة تردّد على الدّوام: "مع آلام المسيح". هذه الآلام أخذت تزيد مع الأيّام حتّى انطفأ النّور من عينيها وتفكّكت مفاصلها وأمضت سنواتها السّبع الأخيرة ممدّة على سرير الألم، تنام على جنبها الأيمن بسبب جرح كتفها الأيسر الّذي نالته تشبّهًا بيسوع، بيد أنّها لم تفقد إيمانها ولا ابتسامتها ولم تسمح للمرض أن يكبّلها لا بل حرّر جسدها ووحّدها بالله ورفعها قدّيسة لبنان وحاميته، وشفيعة المتألّمين.
اليوم، نسألك يا ربّ بشفاعة القدّيسة رفقا في عيدها، أن تسكب على عالمنا المتألّم الفرح الحقيقيّ، وأن تزرع في قلوب المحزونين سعادة ودفءًا ونورًا وحياة، وأن تعيد إلى وطننا وكلّ الأوطان الموجوعة الصّفاء والسّلام والحبّ وتبقى خميرة قداسة لعائلاتنا المسيحيّة ولكنيستنا، آمين!