لبنان
21 تموز 2020, 08:45

رعيّة شكّا أحيت عيد مار الياس شفيعها

تيلي لوميار/ نورسات
في عيد مار الياس، دعا رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشّمال المطران إدوار ضاهر إلى ترسيخ المحبّة والسّلام بين جميع اللّبنانيّين، خلال قدّاس إلهيّ ترأّسه للمناسبة في كنيسة مار الياس الغيور في شكّا، عاونه فيه الأرشمندريت الياس البستاني، المتقدّم في الكهنة ابراهيم شاهين، الإيكونومس الياس رحّال، كاهن الرّعيّة باسيليوس غفري، ولفيف من الآباء. وخدمت القدّاس جوقة القدّيس إسطفانوس.

بعد الإنجيل، ألقى المطران ضاهر عظة قال فيها بحسب "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "نعيّد اليوم معًا للنّبيّ إيليّا الغيّور، شفيع هذه الكنيسة المقدّسة وهذه الرّعيّة المباركة، وهي مناسبة عزيزة على قلوبنا جميعًا لأتقدّم بالمعايدة القلبيّة من جميع أبناء هذه الرّعيّة المباركة وبناتها وجميع الحاضرين والمشتركين معنا في هذه الذّبيحة الإلهيّة، وأتمنّى عيدًا مقدّسًا ومباركًا للجميع.

نعيّد اليوم للنّبيّ إيليّا. إيليّا كما تعرفونه حامل السّيف. وهذا السّيف هو أوّلاً سيف الإيمان، إيمان بالله، إيمان بالفضيلة، إيمان بمحاربة كلّ الأضاليل الدّينيّة والأخلاقيّة. إيليّا عاش في الجبل مكرّسًا لله، يأكل من ثمر الصّحراء ويلبس ثيابًا رثّة ويمشي حافيًا. يعيش في الجبال يصلّي، ولكنّه عندما كان يسمع بأخبار المدن وملوك إسرائيل أنّهم حادوا عن الله وعن عبادة الله، كان ينزل إلى المدن، إلى الشّوارع يرفع صوته يوبّخ الملوك.

ما يهمّنا من هذا الاحتفال هو أن نكون معًا، رعيّة واحدة متماسكة وقويّة، نشهد كما شهد النّبيّ إيليّا للحقّ. فقد قاوم هذا النّبيّ العظيم الدّنيا كلّها في سبيل الله، لأنّ المجتمع الّذي عاش فيه ألحد وعبد الأصنام، فقام وأعلن "أنّ الله حيّ" وليس أحد مثله، لا ملوك ولا عظماؤنا مثل إلهنا. النّبيّ إيليّا قوّم اعوجاج الشّعب الّذي نسي تعاليم الله وراح يعبد آلهة أخرى.

هذا النّبيّ، هو بطل الأمانة لله وهو النّبيّ الجريء الثّائر على آحاب الملك المنحرف تحت تأثير زوجته نحو نسيان الله وانتحال الوثنيّة. نسك أوّلا في البراري ثمّ انطلق يواجه ويجابه ويوبّخ على النّفاق ويهدم رموز الوثنيّة.

كان غيورًا، متحمّسًا وشجاعًا تقيًّا وناسكًا، لا يلهج إلّا بإسم الله ولا ينادي إلّا بالحقّ، لذلك كرّمه الله.

من يسمع كلمة الله لا يخاف ويصنع الخير كإيليّا النّبيّ الّذي "جعل جرّة الدّقيق- خاصّة أرملة صرفة صيدا- لا تفرغ وقارورة الزّيت لا تنقص إلى اليوم الّذي فيه يرسل الرّبّ مطرًا على وجه الأرض".

من يسمع كلمة الله يطعم الفقير والجائع ويستضيف الغرباء ويكرّمهم كما فعلت هذه المرأة الابراهيميّة عندما استضافت إيليّا.

من يسمع كلمة الله يعرف كيف يقلق بشجاعة ضمير الآخرين كما أقلق إيليّا الملك الّذي كان يعبد البعل، والرّبّ يستجيب له عندما يرفع الدّعاء، كما صلّى إيليّا قائلاً: "استجبني يا ربّ استجبني. ليعلم هذا الشّعب أنّك أنت الإله". فهبطت نار الرّبّ وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتّراب".

رحمة سألناك أيّها النّبيّ إيليّا العظيم، قاعدة الأنبياء وركنهم والسّابق الثّاني لحضور المسيح، فأسكب على قلوبنا من بركات عيدك السّماويّ كلّ خير وكلّ نعمة وخصوصًا نعمة السّلام لوطننا الحبيب لبنان ولجميع أبنائه، ولجميع أبناء هذه الرّعيّة وبناتها وهذه البلدة الحاضرين معنا والغائبين، والمشتركين معنا في هذه الذّبيحة الإلهيّة، وأتمنّاه عيدًا مقدّسًا ومباركًا للجميع.

وأخصّ بالمعايدة القلبيّة صاحب هذا العيد ومقيمه عنيت به السّيّد درويش كرم وعقيلته السّيّدة دوللي والعائلة ممثّلين بالعزيزة الأستاذة كارول، متمنّيًا لهم الصّحّة والعافية، والرّحمة الإلهيّة لنفوس موتاهم. وأتوجّه بالمعايدة إلى كلّ من يحمل اسم النّبيّ إيليّا أو يعيّد هذا العيد المبارك. وأذكر منهم قدس الأرشمندريت الياس بستاني والإيكونومس الياس رحّال. والأب سايد الّذي تصادف ذكرى رسامته الكهنوتيّة.

ويهمّني جدًّا أن أخصّ بالشّكر على مشاركتهم وحضورهم حضرة رئيس بلديّة شكّا الصّديق العزيز فرج الله كفوري المحبّ وصاحب القلب الكبير وأعضاء المجلس البلديّ في شكّا ومخاتير شكّا الأعزّاء وأبنائها، معايدًا إيّاهم جميعًا ومتمنّيًا لهم التّوفيق والنّجاح والتّقدّم في خدمتهم لمجتمع أفضل، وكلّ الكهنة والشّمامسة والرّاهبات والرّهبان في بلدة شكّا الأعزّاء، وجميع الفاعليّات الدّينيّة والقضائيّة والبلديّة والنّقابيّة والاختياريّة والاجتماعيّة والعسكريّة والأمنيّة والحزبيّة، ورجال الصّحافة والإعلام. وشكري الخاصّ لكلّ ضبّاط الجيش وقوى الأمن الدّاخليّ والشّرطة البلديّة وعناصرهم".