رصد ثقوب سوداء تبتلع نجومًا نيوترونيّة مثل "باك مان" في اكتشاف يوثّق تصادم أكثر الأجسام غموضًا في الكون!

والتُقطت موجات الجاذبية الناتجة عن الاندماج ليس مرة واحدة بل مرتان في اكتشاف "رائع"، وفقا للباحثين.

وقارنوها بأنجح لعبة أركيد على الإطلاق، باك مان، وهي ظاهرة مطاردة متاهة أصدرت في عام 1980 والتي تتضمن آلة صيد صفراء محببة للصيد والتهام الكريات.

والتُقط اصطدام أكثر الأجسام تطرفًا وغموضًا في الكون باستخدام مرصد موجات الجاذبية بالليزر (LIGO) في الولايات المتحدة، ومرصد الموجات الثقالية Virgo في إيطاليا.

وقالت البروفيسورة سوزان سكوت، المشاركة في الدراسة، من الجامعة الوطنية الأسترالية، إن الأحداث وقعت منذ حوالي مليار سنة، لكنها كانت ضخمة جدا وما يزال من الممكن ملاحظة موجات الجاذبية فيها حتى اليوم.

وقالت: "هزّت هذه الاصطدامات الكون حتى صميمه، واكتشفنا التموجات التي تندفع عبر الكون".

وتضمن أحد الأحداث ثقبًا أسود كتلته أكبر بتسع مرات من شمسنا ونجم نيوتروني كتلته ضعف كتلة شمسنا. والحدث الآخر تضمن ثقبًا أسود كتلته حوالي ستة أضعاف كتلة شمسنا ونجم نيوتروني كتلته 1.5 مرة.

وقالت سكوت إن الفريق الدولي المؤلف من أكثر من 1000 عالم، التقط في السابق العديد من الأحداث التي تنطوي على اصطدام ثقبين أسودين بالإضافة إلى اصطدام نجمين نيوترونيين معا. و"الآن، أكملنا الجزء الأخير من اللغز بأول ملاحظات مؤكدة لموجات الجاذبية من ثقب أسود ونجم نيوتروني يتصادم".

ويأتي LIGO عبارة عن أكبر مرصد للموجات الثقالية في العالم، وكاشفاته عبارة عن مقاييس تداخل تقوم بإضاءة الليزر من خلال فراغ أسفل ذراعين على شكل حرف L، طول كل منها أربعة كيلومترات.

ويرتد ضوء الليزر ذهابًا وإيابًا بين المرآتين على طرفي L. وقاس العلماء طول كلتا الذراعين باستخدام الضوء.

وإذا كان هناك اضطراب في الزمكان، مثل موجة الجاذبية، فإن الوقت الذي يستغرقه الضوء للسفر أربعة كيلومترات سيكون مختلفًا قليلًا في كل ذراع، ما يجعل إحدى الذراعين تبدو أطول من الأخرى.

ونُشرت الدراسة في مجلة Astrophysical Journal Letters.