رسالة من ممثلي كنائس العراق إلى أبنائهم، والمناسبة؟
"من حاضرة الفاتيكان، حيث دعانا قداسة البابا فرنسيس لزيارة الأعتاب الرّسوليّة، بمناسبة مرور عام على زيارته التّاريخية للعراق، نحيّيكم ونتمنّى لكم، في بداية الصّوم المقدّس، زمنًا مباركًا.
لقد استرجعنا وقداسته ذكرى الزّيارة التّاريخيّة، فمثلت أمامنا ضرورة استكمال مخرجاتها وتوجيهاتها. فهي أوّلاً دعوة إلى شراكة كنسيّة حقيقيّة معمقة، وبالتّالي إلى مسار مسكونيّ رائد، بالتّواضع والوداعة والمحبّة.
إنّ قداسته ردّد: "لا أنسى زيارتي للعراق وأحمله في قلبي". وقد حملنا إليكم سلامه قائلاً إنّه لا يمكنه أن يتصوّر العراق من دون المسيحيّين. فالمسيحيّة هي وريثة حضارات العراق العظيمة والسّاعية إلى الخير لكلّ مكوّناته.
إخوتنا الأحبّاء، إنّ زمننا الرّاهن ما زال يتألّم تحت وطأة الصّعاب اليوميّة والحروب المتنقّلة والأزمات الماليّة والاجتماعيّة، لذا نحن مدعوّون للصّلاة لننال رحمة الرّبّ، ولتقدمة ذاتنا وخيرنا لنجدة المحتاجين، فيباركنا الرّبّ ويخلق فينا قلبًا نقيًّا متواضعًا، إذ الصّوم المقبول عند الرّبّ، حسب أشعيا النّبيّ: "هو أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ وإذا رَأَيتَ العُرْيانَ أن تَكسُوَه وأَن لا تَتَوارى عن لَحمِكَ؟" (اشعيا 58/6).
الصّوم كالطّير لا يطير إلّا بجناحين الصّلاة والصّدقة.
بركة الله الرّبّ تشملكم جميعًا!".