العراق
16 تشرين الثاني 2021, 15:00

رسالة من المطران يلدو إلى الشّبيبة الكلدانيّة في العراق عشيّة لقائها!

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه المعاون البطريركيّ الكلدانيّ المطران باسيليوس يلدو رسالة إلى الشّبيبة الكلدانيّة في العراق قبيل لقائها المزمع عقده في بغداد من 18 حتّى 20 تشرين الثّاني/ نوفمبر في كاتدرائيّة مار يوسف بالكرّادة، فكتب بحسب إعلام البطريركيّة الرّسميّ:

"نحن نعيش في عالم أصبح قرية صغيرة بسبب تطوّر التّكنولوجيا والإنترنت وانتشار وسائل التّواصل الاجتماعيّ بحيث يتمّ نشر وتوزيع المعلومات بسرعة فائقة، وخلف شاشات الكومبيوتر يتمّ تشكيل واقعنا الافتراضيّ حيث لا تقتصر فرصتنا على الزّمان والمكان بل أصبح جميع المشاركين يتفاعلون ويدركون أنّهم أجزاء من نظام عالميّ مرتبطون ببعضهم البعض.

من المؤكّد أنّ الإنترنت اليوم ساهم في تقليص المسافات الجغرافيّة بشكل لا يمكن تصوّره. إنّ ثورة المعلومات الآن أصبحت تكسر الحواجز بين الشّعوب والدّول وتساهم في محو الحدود وتحطّم كلّ حواجز الاتّصال في مختلف المجالات وبفضل الإنترنت أصبحت الكثير من الخدمات أقرب إلينا بالفعل ويمكن أداؤها بدون تغيير مكاننا فيمكن لأيّ شخص دفع فواتير الخدمات أو إدارة الحسابات المصرفيّة أو تلقّي التّعليم عن بعد أو المشاركة في المؤتمرات والمحاضرات ومراقبة الأعمال من أيّ مكان في العالم.

بالرّغم من الفوائد الّتي جلبتها ثورة تكنولوجيا المعلومات ووسائل التّواصل الاجتماعيّ إلّا أنّها قد جلبت أيضًا مجموعة من المشاكل منها الملكيّة الفكريّة، وقضايا الأمن وسرّيّة المعلومات الخاصّة، والإدمان على بعض الألعاب الإلكترونيّة الّتي أثّرت على العلاقات العائليّة. والتّأثيرات والعواقب النّفسيّة الشّديدة على الوعي الفرديّ والاجتماعيّ بهدف فرض رؤية معيّنة، وأيضًا اللّعب على مشاعر وعواطف مستخدميها! فمثلاً في بعض وسائل التّواصل الاجتماعيّ مثل الفيسبوك باتت تسأل مستخدمها "كيف تشعر وبما تشعر"، وتعرض له ذكريات من الماضي! فمن جهة، يتأثّر البعض بها ويعلّق عليها ويشاركها، ومن جهة أخرى يكتفي البعض بقراءة ما يكتبه أشخاص على لائحة الأصدقاء أو يكتفي بمراقبة الآخرين أو نقل أخبارهم.

للأسف افتقدنا المُواجهة وطعم المشاعر.. لقد أصبحنا ذوي المشاعر الإلكترونيّة. ففي زمن الـFacebook، أصبحت الصّداقة عبارة عن like والخصام unfriend والفُراق block وأصبح الاهتمام بقراءة الـ Timeline ومُتابعة آخر النّشاطات المنشورة الـ Activitiesورسائل على Chat والماسنجر تحمل: صباح الخير ومساء الخير مع smile emoticon ونكتفي بالإجابة من خلال رموز وأشكال الوجوه الصّفراء wink emoticon وحُروف بلونٍ واحد لا تعبّر عن ألوان الحياة.

لقد أصبحنا  نختصر حديثنا وآراءنا مع الأهل والأصدقاء برمز إلكترونيّ، وضاعت الكلمة الّتي هي أصدق تعبيرًا من الرّمز والإشارة وحتّى الصّورة، وإن كان البعض يعتبر أنّ الصّور قادرة على أن تقول أكثر ممّا تعبّر عنه الكلمات، إلّا أنّ تأثير الكلمات في القلوب والاستماع إليها يدوم أكثر وأحلى تعبيرًا. فالرّموز لا تعبّر عن المشاعر مهما كانت قويّة وجذّابة بقدر ما يخرج من القلب مباشرةً.

لذا علينا التّفكير في اللّقاءات الواقعيّة الّتي تظهر لنا جماليّة العواطف والمشاعر الإنسانيّة وتأثيرها على الآخرين كما تعزّز العلاقة بين الأصدقاء من خلال التّعرّف على شخصيّاتهم وخبراتهم… هذه اللّقاءات تجعلنا نتأمّل في حياتنا ورسالتنا وتجعلنا نتعمّق أكثر في علاقاتنا الإنسانيّة.

ولهذا ندعو شبيبتنا الكلدانيّة في العراق للمشاركة في لقائهم ببغداد من 18 – 20 نوفمبر 2021 وهو فرصة للتّعارف وتبادل الخبرات والمشاركة بالصّلاة وإعطاء شهادة مسيحيّة حقيقيّة."