العراق
18 أيلول 2018, 05:50

رسالة من البطريرك ساكو إلى كهنة العراق، والمضمون؟

عقد كهنة العراق الكلدان مساءً اجتماعًا في المجمع البطريركيّ في عنكاوا- إربيل، بحضور الأساقفة شليمون وردوني، وبشّار وردة، وميخا مقدسي، وربان القسّ وباسيليوس يلدو.

 

وللمناسبة وجّه بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو رسالة إلى الكهنة قرأها المطران وردوني، وقد جاء في نصّها بحسب موقع البطريركيّة الرّسميّ:

"أرحّب بكم فردًا فردًا ، وأشكركم  على مشاركتكم  في  هذا اللّقاء، راجيًا أن يتحمّل كلٌّ منا مسؤوليّاته كاملةً ليأتي لقاؤنا بطروحات جادّة ومفيدة تلائم واقعنا وظروفنا الحاليّة، ويُعبّر بقوّة عن الجماعيّة والقيادة المطلوبة في هذا الزّمن.

أودّ أن أؤكّد على أهمّيّة هذا اللّقاء والنّقاش والتّشاور حول محاور مطروحة عن رسالتنا وعملنا الرّاعويّ الشّامل كأساقفة وكهنة في هذا الزّمن الصّعب والمختلف تمامًا عمّا كان في السّابق. اليوم لا يمكن أن نكتفي بتطبيق الطّقوس والصّلوات بشكل آليّ ومن دون إعداد، كذلك لا يجوز تلقين النّاس مبادئ الإيمان بعيدًا عن  التّقليد الرّسوليّ وشهادة الحياة. فالإنجيل مشروع حياة، ورسالة رجاء. لذا علينا كمكرّسين أن نهتمّ جدّيًّا باستمراريّة تقديم تعليم الكنيسة بقراءة جديدة تتلاءم مع واقعنا وثقافة هذا الجيل، آخذين بنظر الاعتبار التّحوّل الثّقافيّ والاقتصاديّ والاجتماعيّ والنّفسيّ وأن نرافق مؤمنينا في ظروفهم القاسية، مرافقة روحيّة ونفسيّة، وأن نُعبِّر عن قربنا منهم ومحبّتنا وخدمتنا لهم.

يتوجّب على الكنيسة (ونحن المؤتَمنين على إيصال رسالتها) أن نبحث عن أسلوب جديد للتّعليم، كالاستفادة من وسائل التّواصل الاجتماعيّ.

كذلك ينبغي أن تكون طقوسها مُعبِّرة ومفهومة ومُعَدّة لتغدو مناسبات نعمة وينبوع حياة للمؤمنين. هي الّتي حافظت على إيماننا بالرّغم من الاضطهادات.

على الكنيسة اليوم أن تكون أكثر وعيًا بدورها الشّامل. عليها أن تنظر وتسمع وتُحلّل وتتفاعل وتجيب على تساؤلات المؤمنين وتقوم بنشطات متنوّعة من أجل خدمتهم وتثقيفهم. والكنيسة الّتي لا تبحث وتقترح وتتجدّد، كنيسة محكومة بالعجز.

على الكنيسة، ونحن من خلالها، أن تهتمّ بشؤون النّاس كالعدالة الاجتماعيّة، والمساواة والسّلام. والكنيسة الّتي لا تتابع الشّؤون الرّاهنة، هي كنيسة جامدة، خارج الزّمن. على الكنيسة المحلّيّة (في بقعتها الجغرافيّة) أن تنتبّه إلى واقع النّاس: همومهم ومخاوفهم وتطلّعاتهم وتواجهها بإرادة صلبة وبمواقف مدروسة وأذكر ما أوصى به بولس الرّسول في الرّسالة إلى غلاطية: “بِشَرطٍ واحِدٍ وهو أَن نَتذَكَّرَ الفُقَراء، وهذا ما اجتَهَدتُ أَن أَقومَ بِه” (غلاطية 2/10). شكرًا."