الفاتيكان
19 تشرين الأول 2021, 12:30

رسالة من البابا فرنسيس إلى نساء مجموعة العشرين، ومضمونها؟

تيلي لوميار/ نورسات
مرّة جديدة أكّد البابا فرنسيس على المساهمة الّتي تقدّمها المرأة في بناء عالم يكون موطنًا للجميع، وذلك في كلمة تلاها بإسمه أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين في منتدى نساء مجموعة العشرين الّذي يُختتم اليوم في إيطاليا، والّذي عُقد تحت عنوان "انتعاش المرأة من أجل الجميع، الجمع بين القوّة والغاية من أجل قيادة إدماجيّة".

أمّا نصّ الرّسالة فهو في السّطور التّالية نقلاً عن "فاتيكان نيوز": "مع وباء فيروس الكورونا، تعرّض عالمنا لتحدّيات هائلة كان لها عواقب وخيمة أثّرت على البشريّة بأسرها وتسبّبت في الكثير من الصّدمات. لقد تركت هذه الأزمة الكثيرين في حالة من الارتباك والذّهول وفي مواقف أليمة.

إنَّ منتدى نساء مجموعة العشرين في إيطاليا هذا هو موضوع ترحيب كبير لاسيّما وأنّ عالمنا يحتاج إلى شراكة النّساء، وقيادتهنّ ومهاراتهنّ، فضلاً عن حدسهنّ وتفانيهنّ. في عام 1995، كتب القدّيس يوحنّا بولس الثّاني: إنَّ النّساء سيلعبن أكثر فأكثر دورًا مهمًّا في حلّ المشاكل الخطيرة في المستقبل [...] وهذا الأمر سيجبر الأنظمة على أن تعيد تصميم ذواتها بطريقة تعزّز عمليّات الأنسنة الّتي تطبع "حضارة الحبّ".

غالبًا ما يصرّ البابا فرنسيس على المساهمة الّتي لا غنى عنها للنّساء في بناء عالم يمكنه أن يكون موطنًا للجميع. وفي مطلع هذا العام، سلّط الأب الأقدس الضّوء على أنّ النّساء هنَّ واقعيّات ويعرفن كيف ينسجن خيوط الحياة بصبر هادئ. وفي خضمّ التّحدّيات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والمناخيّة العالميّة اليوم، يمكن للنّساء أيضًا أن يُساعدن بشكل كبير في تعزيز حسِّ "نكران الذّات"، وهو أمر نحن بأمسِّ الحاجة إليه في الجهود للعناية ببيتنا المشترك وفي مكافحة المنطق المدمِّر للرّبح الفوريّ.

علاوة على ذلك، لا شكّ في أنّ التّضامن والتّعاون المتبادل بين النّساء والرّجال هو أيضًا أمر حيويّ للمجتمع؛ لأنّهم جميعًا مدعوّون، بخصوصيّاتهم وميزاتهم، إلى تبنّي دعوتهم المشتركة ليكونوا بناة فاعلين للمجتمع. في بعض النّواحي، قد يتطلّب هذا الأمر تغيير النّموذج الّذي، بعيدًا عن كونه تكنوقراطيًّا، يجب أن يدفعه حسٌّ متجدّد بالإنسانيّة والكرامة العميقة الّتي تميّز كلّ كائن بشريّ.

بالنّيابة عن البابا فرنسيس، أودّ أن أغتنم هذه الفرصة لكي أُكرِّر تشجيعه القويّ بأن تتمكّن كلّ فتاة وشابّة، في كلّ بلد، من أن تحصل على تعليم جيّد، لكي تزدهر كلّ واحدة منهنَّ وتوسّع إمكاناتها الخاصّة ومواهبها، ويكرسنَّ أنفسهنَّ من أجل تطوير وتقدّم مجتمعات متماسكة."