الفاتيكان
05 شباط 2020, 07:30

رسالة من البابا فرنسيس إلى مدينة روما لمناسبة 150 سنة على إعلانها عاصمة إيطاليا

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه أسقف روما، البابا فرنسيس، رسالة إلى رئيس الجمهوريّة الإيطاليّة سيرجو ماتاريلا وعمدة روما فيرجينيا راجي والمشاركين في لقاء إطلاق الاحتفالات بالعام الـ150 على إعلان روما عاصمة لإيطاليا، أضاء فيها على هذا الحدث الّذي أثار جدلًا واسعًا حينها وإنّما بدّل روما وإيطاليا والكنيسة، فبدأت معه مرحلة جديدة.

وفي الرّسالة الّتي قرأها أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، ذكّر البابا بثلاث فترات محدّدة تقاسمت خلالها الكنيسة المدينة أفراحها وأحزانها: الأولى فترة الأشهر التّسعة الّتي كانت فيها روما تحت الاحتلال النّازيّ، بين عامي 1943 و1944، فكانت الكنيسة ملجأ للمضطهدين، "وكانت هذه الفترة درسًا في قوّة الأخوّة بين الكنيسة الكاثوليكيّة والجماعة اليهوديّة".

"الفترة الثّانية، تتابع الرّسالة، كانت سنوات المجمع الفاتيكانيّ الثّاني، من عام 1962 حتّى 1965، حيث استقبلت روما آباء المجمع ومراقبين مسكونيّين وكثيرين آخرين، وقد كانت المدينة فسحة جامعة، كاثوليكيّة، مسكونيّة، كانت روما مدينة حوار مسكونيّ وبين الأديان، مدينة سلام. أمّا الفترة الثّالثة فكانت المؤتمر الّذي نظّمه نائب البابا على أبرشيّة روما سنة 1974 الكاردينال أوغو بوليتي للتّأمّل في مشاكل روما، ودار النّقاش حينها حول دمج الضّواحي والإصغاء إلى تطلّعات الفقراء والضّواحي".

وإنطلاقًا من هنا، أكّد الأب الأقدس على ضرورة أن تكون المدينة بيتًا للجميع، وعلى ضرورة دمج الفقراء والمهاجرين واللّاجئين بالمجتمع، بخاصّة أنّ "روما هي مورد إنسانيّة كبير، ويمكن لهذه المدينة، يل يجب، أن تتجدّد بالانفتاح على العالم ودمج الجميع".

وأشار البابا إلى الحاجة إلى رؤية مشتركة، وإلى أنّ "روما ستعيش دعوتها الجامعة فقط حين تكون مدينة أكثر أخويّة دائمًا، وأنّ هذه المدينة ستكون مشجّعة للوحدة والسّلام في العالم حين تكون قادرة على أن تبني ذاتها كمدينة أخويّة"، مؤكّدًا في الختام على أنّ "روما سيكون لها مستقبل إذا تقاسمنا رؤيتها كمدينة أخويّة ومدمِجة ومنفتحة على العالم، فبإمكانها أن تكون مدينة لقاء في المشهد العالميّ الممتلئ بالمواجهات".