أوروبا
29 تشرين الثاني 2021, 11:20

رسالة من البابا فرنسيس إلى شعبي قبرص واليونان عشيّة زيارته!

تيلي لوميار/ نورسات
بمناسبة زيارته الرّسوليّة إلى قبرص واليونان من الثّاني وحتّى السّادس من كانون الأوّل/ ديسمبر، وجّه البابا فرنسيس رسالة مصوّرة إلى شعبي قبرص واليونان قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء في قبرص واليونان صباح الخير!

تفصلنا أيّام قليلة عن لقائنا وأنا أستعدّ لآتي كحاجّ إلى أراضيكم الرّائعة، الّتي باركها التّاريخ والثّقافة والإنجيل! آتي بفرح، بإسم الإنجيل على خطى المرسلين الأوائل العظام، ولاسيّما الرّسولين بولس وبرنابا. ما أجمل أن نعود إلى الأصل ومن المهمّ أن تكتشف الكنيسة مجدّدًا فرح الإنجيل. بهذه الرّوح أستعدُّ لهذا الحجّ إلى الينابيع، وأطلب من الجميع أن يساعدونني في الاستعداد بالصّلاة.

بلقائكم سأتمكّن من إرواء عطشي من ينابيع الأخوّة الثّمينة فيما نبدأ مسيرة سينودسيّة عالميّة. هناك "نعمة سينودسيّة"، أخوَّة رسوليّة أرغب فيها كثيرًا وباحترام كبير: وهي الزّيارة المنتظرة لصاحبي الغبطة كريزوستوموس وإيرونيموس، رئيسي الكنائس الأرثوذكسيّة المحلّيّة. وكأخٍ في الإيمان، سأنال نعمة أن تستقبلوني وألتقي بكم بإسم ربّ السّلام. وآتي إليكم، أيّها الإخوة والأخوات الكاثوليك الأعزّاء، المجتمعون في تلك الأراضي في قطعان صغيرة يحبّها الآب بحنان شديد والّتي يكرّر لها يسوع الرّاعي الصّالح: "لا تخف أيّها القطيع الصّغير". آتي بمودّة لأحمل لكم تشجيع الكنيسة الكاثوليكيّة بأسرها.

ستمنحني زيارتكم أيضًا الفرصة لكي أرتوي من ينابيع أوروبا القديمة: قبرص، وهي فرع من الأراضي المقدّسة في القارّة؛ واليونان موطن الثّقافة الكلاسيكيّة. لكن لا يمكن لأوروبا اليوم أيضًا أن تتجاهل البحر الأبيض المتوسّط، البحر الّذي شهد انتشار الإنجيل وتطوّر الحضارات الكبرى. يدعونا البحر الأبيض المتوسِّط، الّذي يربط العديد من الأراضي، لكي نُبحر معًا، ولا لكي ننقسّم عن بعضنا البعض ويذهب كلٌّ بمفرده، لاسيّما في هذه المرحلة الّتي لا تزال فيها مكافحة الوباء تتطلّب التزامًا كبيرًا والأزمة المناخ تشكّل تهديدًا كبيرًا.

يذكّرنا البحر الّذي يعانق العديد من الشّعوب بموانئه المفتوحة بأنّ مصادر العيش المشترك تكمن في القبول المتبادل. أشعر منذ الآن بأنّكم تقبلونني بمحبّتكم وأشكر جميع الّذين يُعدّون زيارتي منذ فترة. لكنّي أفكّر أيضًا في الّذين، خلال هذه السّنوات الأخيرة واليوم أيضًا، يهربون من الحروب والفقر، ويصلون إلى سواحل القارّة وأماكن أخرى، ولا يجدون الضّيافة، بل العداء ويتمّ استغلالهم أيضًا. إنّهم إخوتنا وأخواتنا. ما أكثر الّذين فقدوا حياتهم في البحر! إنَّ البحر الأبيض المتوسّط اليوم هو مقبرة كبيرة. كحاجّ إلى ينابيع الإنسانيّة، سأذهب مرّة أخرى إلى لسبوس، في اليقين بأنّ مصادر العيش المشترك ستزدهر مجدّدًا فقط في الأخوّة والإدماج: معًا. لا توجد درب أخرى، وبهذا الرّجاء أذهب إليكم.

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، بهذه المشاعر أتطلّع إلى لقائكم جميعًا، جميعًا! وليس الكاثوليك فقط: الجميع! وعلى الجميع، أستمطر بركة العليّ فيما أحمل منذ الآن أمامه وجوهكم وانتظاراتكم، همومكم وآمالكم. دُمتُم بخير  Na íste pánda kalá."