الفاتيكان
26 شباط 2020, 13:30

رسالة من البابا إلى البرازيليّين، والمناسبة؟

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى المؤمنين في البرازيل، لمناسبة افتتاح حملة الأخوّة في زمن الصّوم، وجاء فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، نبدأ زمن الصّوم، زمن الصّلاة والارتداد بامتياز نستعدّ من خلاله للاحتفال بالسّرّ الكبير لقيامة الرّبّ من بين الأموات.

نحن مدعوّون خلال أربعين يومًا لكي نتأمّل حول المعنى الأعمق للحياة، واثقين بأنّنا في المسيح ومع المسيح فقط نجد جوابًا لسرّ الألم والموت. نحن لم نُخلق للموت وإنّما للحياة ولكي تفيض فينا، وللحياة الأبديّة.

يسعدني أنّه ومنذ أكثر من خمسين سنة، تقوم الكنيسة في البرازيل في زمن الصّوم بحملة الأخوّة معلنةً هكذا أهمّيّة عدم فصل الارتداد عن خدمة الإخوة والأخوات ولاسيّما الأشدّ عوزًا. هذه السّنة يتمحور موضوع الحملة حول قيمة الحياة ومسؤوليّتنا في الاعتناء بها في جميع مراحلها لأنّ الحياة هي التزام وهي حاضر الله المحبّ الّذي ينبغي علينا أن نعتني به باستمرار، ولاسيّما إزاء العديد من الآلام الّتي نراها تنمو في كلّ مكان والّتي تُسبب: "أنينِ أختنا الأرض، الّذي يتّحد بأنين المهمّشين في العالم، مع صرخةٍ تطالبنا باتّخاذ مسار مختلف" (كُن مسبّحًا، عدد 53)، نحن مدعوّون لكي نكون كنيسة على مثال السّامريّ الصّالح.

نحن واثقون بأنّ تخطّي عولمة اللّامبالاة سيكون ممكنًا فقط إن عملنا لكي نتشبّه بالسّامريّ الصّالح. هذا المثل الّذي يلهمنا كثيرًا لكي نعيش زمن الصّوم بشكل أفضل يقدّم لنا ثلاثة مواقف أساسيّة: الرّؤية، الشّعور بالشّفقة والاعتناء بالآخر. فعلى مثال الله، الّذي سمع طلب المساعدة للّذين يتألّمون علينا نحن أيضًا أن نفتح قلوبنا وأذهاننا لكي نسمح بأن يتردّد فينا صدى صرخة إخوتنا وأخواتنا المعوزين للغذاء والكسوة ولمن يستقبلهم ويزورهم.

أيّها الأصدقاء الأعزّاء، الصّوم هو زمن ملائم لكي وإذ نتنبّه لكلمة الله الّتي تدعونا إلى التّوبة نعزّز الشّفقة في داخلنا ونسمح بأن يسائلنا ألم من يتألّم ولا يجد من يساعده. إنّه الزّمن الّذي تصبح فيه الشّفقة ملموسة في التّضامن والعناية. "طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرحَمون".

بشفاعة القدّيسة "Dulce dos Pobres" الّتي فرحتُ بإعلان قداستها في شهر تشرين الأوّل المنصرم والّتي قدّمها أساقفة البرازيل كمثال لجميع الّذين يرون ألم القريب ويشعرون بالشّفقة ويعتنون به. أصلّي إلى إله الرّحمة لكي يكون زمن الصّوم وحملة الأخوّة المعاشان معًا بالنّسبة للبرازيل بأسرها زمنًا تتعزّز فيه قيمة الحياة كعطيّة والتزام. أمنحكم جميعًا فيض البركة الرّسوليّة وأسألكم ألّا تتوقّفوا أبدًا عن الصّلاة من أجلي".