أوروبا
23 آذار 2016, 06:31

رسالة مجلس “أساقفة فرنسا” حول وضع المسيحيين في الشرق

اننا نؤكد من جديد الحاجة الملحة للتمعن بالحروب التي تجتاح الشرق الأوسط والتي يدفع ثمنها مئات آلاف من الوفيات، والملايين من الجرحى، والمشردين واللاجئين ويتوجه فكرنا الى اخوتنا المسيحيين الممتحنين في هذه المنطقة.

في سوريا، اندلعت الحرب الأهلية منذ خمس سنوات. وقبل 18 شهراً، تم طَرد المسيحيين من الموصل وبلدات سهل نينوى في العراق. كما ان هناك العديد من الأسر المُنهكة تماماً، وأطفالاً تركوا مدارسهم. انهُ وضعٌ مُقلق للغاية خصوصاً بالنسبة للاجئين والمشردين في تركيا والأردن ولبنان.
معهم جميعاً، نُطلقُ صرخة من أجل السلام!
لقد تعززت صداقة وطيدة وروابط مثمرة بين أساقفة الشرق وأساقفة فرنسا، لا سيما من خلال الزيارات المتبادلة. ففي أبرشيات فرنسا تم استقبال اللاجئين والأشخاص المشردين من قبل مؤمنينا بشكل حقيقي وقُدمَ لهم الدعم اللازم. كما ان هؤلاء اللاجئين قدموا لنا غنى حقيقي من خلال ايمانهم وثقافتهم. وما زلنا مستمرين مع الجمعيات الخيرية ذات الصلة بالمجلس الأسقفي للتضامن، وإظهار واثبات قُربنا وتضامننا مع اخوتنا الشرقيين.
بهذا الصدد نطالب مع البابا فرنسيس وأساقفة الشرق ببذل كل الجهود في سبيل وقف القتال، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين وإعادة السكان المشردين الى أرضهم.
ان العراقيين والسوريين المسيحيين هم عامل سلام في بلدهم لذا ستكون فعلاً مأساة حقيقية اذا ما اختفى هؤلاء من خارطة الشرق الأوسط.
كما اننا نُعرب عن قلقنا العميق بسبب حالات التأخير وصعوبة إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول إلى فرنسا للاجئين والمشردين في أربيل – العراق.
هذا ونُطالب السلطات الفرنسية العامة والدولية، بعدم استرخاء الجهود الرامية لمساعدة الأقليات الضعيفة كاليزيديين والمسيحيين.
كما ان الحاجة مُلحةٌ لإزالة كل امكانيات الجماعات الإرهابية التي بواسطتها تُلحقُ الضرر في الشرق كما في أماكن أخرى.
قريباً سيتوجه المونسنيور جورج بونتييه "رئيس أساقفة مرسيليا"، ورئيس "مجلس أساقفة فرنسا"، إلى كوردستان العراق من أجل إظهار وتقديم الدعم فعلياً من كنيسة فرنسا إلى إخواننا في الشرق.
اننا نُدرك محنتهم جيداً في الوقت الذي تحتفل بهِ الطوائف المسيحية بعيد الفصح، نصلي لكي يحافظ المسيحيون في الشرق على سبب ايمانهم ورجاءهم.
ونُقدم الشكر من أجل شهادة إيمانهم التي تشجع مسيحيي بُلداننا على عيش ايمانهم بشكل أعمق وأكثر وضوحاً.

المصدر : بطريركية بابل للكلدان