رسالة مؤثّرة إلى اللّبنانيّين من مرسل لبنانيّ في الحجر الصّحّيّ في روما
"إلى إخوتي اللّبنانيين، إستيقظوا قبل فوات الأوان!
قد أصبح لي في الحجر أكثر من أسبوع داخل ديري في مدينة روما بسبب فيروس كورونا. البارحة توفّي 368 شخصًا في إيطاليا، اليوم 349 آخرًا... لوهلةٍ يبدو كما لو أنّ أرقام الوفيّات هذه ناجمة عن معاركٍ ضارية بين جيشين. لكنّها معركةً بين البشر وفيروس قلّلنا من أهميّته. مع بدء انتشار الفيروس قال الكثيرون هنا: "هذا مجرّد إنفلونزا". اليوم يقولون حبّذا لو أنّنا حجرنا أنفسنا فورًا. حتّى هذه اللّحظة أصبح عدد المتوفّين 2158 إنسانًا حولنا. أكثر ما هزّني هو خبر أربعين نعشٍ في مدافن بيرغامو، شماليّ إيطاليا، ينتظرون الدّخول إلى فرن حرق الجثث. جعلني هذا الخبر أصمتُ بمهابةٍ عظيمةٍ أمام أربعين سيرة حياةٍ فُقدت على حين غفلةٍ، إذ أمام الموت تقلّ اللّغات، تنتفي الكلمات ونرجو فقط بربّ الحياة. في بيرغامو تلك أصبح فرن حرق الجثث يعمل 24 ساعة على 24 كما ذكرت صحيفة كورييري ديلّا سيرا!! الّذين يموتون اليوم تُحْرَق جثّثهم بعد خمسة أيّام لعدم القدرة على الاستيعاب!!
وللأسف، ما زلتُ أشاهد في لبنان أخبارًا عمّن يصرّ على الخروج من منزله كما أنّ شيئًا لم يكن! بدون أيّ احتياطات أو وقايةٍ أو انتباه! إخوتي إنّنا أبناء القيامة لكنّ الحياة أمانة في أيدينا. فيروس كورونا ليس مزحة على فيسبوك أو نكتة تصلك على واتساب! اليوم ليس يوم النّزهات، اليوم هو للبقاء في المنازل. اليوم هو لعدم التّفريط بنعمة الحياة.
أوجّه لكم هذا النّداء: هذه فرصتكم لتتحمّلوا مسؤوليّتكم قبل أن يصبح الوضع كارثيًّا في لبنان. رجاءً، احترموا نعمة الحياة الّتي أعطاكم إيّاها الله لكم وللآخرين. إلزموا منازلكم وصلّوا. الله حاضرٌ وهو يسمع ويصغي إلينا...
أذكروا الموتى في صلواتكم. ليبارككم الرّب جميعًا".