الفاتيكان
10 تشرين الأول 2022, 13:20

رسالة للجمعيّة العامّة لسينودس الأساقفة في الذّكرى السّتّين لافتتاح المجمع الفاتيكانيّ الثّاني

تيلي لوميار/ نورسات
عشيّة الّذكرى السّتّين لافتتاح المجمع الفاتيكانيّ الثّاني، أصدرت الأمانة العامّة لسينودس الأساقفة اليوم رسالة، شدّدت على كون هذه الذّكرى "لحظة نعمة خاصّة وذلك للسّينودس أيضًا، والّذي يشكّل ثمرة لذلك اللّقاء المسكونيّ، بل هو من بين أثمن ما للمجمع الفاتيكانيّ من إرث حسب ما كتب البابا فرنسيس في الدّستور الرّسوليّEpiscopalis Communio ". ولفتت الأمانة العامّة في سطور الرّسالة إلى أنّ "البابا القدّيس بولس السّادس قد أسّس سينودس الأساقفة في بداية المرحلة الرّابعة والأخيرة من المجمع في 15 أيلول سبتمبر 1965 وذلك انطلاقًا من طلب عدد كبير من آباء المجمع".

وتابعت الرّسالة بحسب "فاتيكان نيوز" مشيرة إلى أنّ "هدف السّينودس كان ويظلّ استمرار المجمع الفاتيكانيّ الثّاني في حياة الكنيسة ورسالتها وأيضًا تعزيز استفادة شعب الله من تعاليم المجمع، مع إدراك أنً هذا المجمع، وكما كتب البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني، يمثّل النّعمة العظيمة الّتي نالتها الكنيسة في القرن العشرين. إنّ هذه الواجبات لم يتمّ الانتهاء منها، وذلك لأنّ استقبال تعليم المجمع هو مسيرة متواصلة، بل ولا تزال في بدايتها في بعض الجوانب.  

إنّ السّينودس قد وضع نفسه دائمًا خلال هذه العقود في خدمة المجمع مساهمًا في تجديد وجه الكنيسة، وذلك في أمانة عميقة للكتاب المقدّس والتّقاليد الحيّة وفي إصغاء متنبّه إلى علامات الأزمنة. إنّ الجمعيّات العامّة لسينودس الأساقفة، سواء كانت اعتياديّة أو استثنائيّة أو خاصّة، كانت كلّها مفعمة بالقوّة الحيويّة للمجمع والّذي تعمّقت هذه الجمعيّات العامّة في تعاليمه وفتحت إمكانيّاته أمام مشاهد جديدة معزّزة الانثقاف بين الشّعوب المختلفة."    

ثمّ توقّفت الأمانة العامّة لسينودس الأساقفة عند المسيرة السّينودسيّة الحاليّة والمتمحورة حول السّينودسيّة في حياة الكنيسة ورسالتها، وأكّدت أنّ "هذه المسيرة تتمّ في إطار المجمع"، وأضافت أنّ "السّينودسيّة موضوع مجمعيّ وإن لم يكن هناك استخدام لهذا المصطلح في الوثائق المجمعيّة... إنّ الوثيقة الرّئيسيّة لسينودس 2021- 2023 هي عقيدة المجمع الفاتيكانيّ الثّاني وخاصّة لاهوت شعب الله، حيث تتحدّث الوثيقة المجمعيّة الدّستور العقائديّ للكنيسة "نور الأمم" عن شعب "حاله حال الكرامة وحرّيّة أبناء الله، في قلوبهم يسكن الرّوح القدس سكناه في هيكله".

ثمّ أشارت الرّسالة إلى الكلمات الّتي أراد البابا فرنسيس إدراجها في موضوع سينودس الأساقفة حول السّينودسية لتصبح الكلمات المحوريّة، أيّ الشّركة والمشاركة والرّسالة، "وهي كلمات مجمعيّة في المقام الأوّل". وتابعت: "إنّ الكنيسة الّتي نحن مدعوّون إلى الحلم بها وبنائها هي جماعة من نساء ورجال تجمعهم، بفضل الإيمان والمعموديّة والإفخارستيّا، شركة مع الله الثّالوث، نساء ورجال يشاركون بفعاليّة معًا، وفي تنوّع الخدمات والمواهب المتلقاة، في إحلال ملكوت الله بشغف إرساليّ من أجل أن يحملوا إلى الجميع الشّهادة الفرِحة للمسيح مخلّص العالم الوحيد".

وأخيرًا ذكّرت الرّسالة بكلمات البابا بنديكتوس السّادس عشر حين تحدّث عن "كون البعد السّينودسيّ من الرّكائز المؤسِّسة للكنيسة، وأضاف أنّ "هذا البعد يعني المجيء معًا من كلّ شعب ومن كلّ ثقافة ليكون الجميع واحدًا في المسيح والسّير معًا خلفه، هو الّذي قال "أنا الطّريق والحقّ والحياة"." ثمّ ذكَّرت الرّسالة بما قال البابا فرنسيس لمناسبة مرور 50 سنة على تأسيس السّينودس حين أكّد بدوره على كون "المسيرة السّينودسيّة بُعدًا مؤسّسًا للكنيسة واصفًا إيّاها بالمسيرة الّتي ينتظرها الله من كنيسة الألفيّة الثّالثة."