الأراضي المقدّسة
17 آذار 2025, 13:30

رسالة فاتيكانيّة إلى أساقفة العالم من أجل جمع التّبرّعات لصالح الجماعات المسيحيّة في الأرض المقدّسة

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه رئيس دائرة الكنائس الشّرقيّة الكاردينال كلاوديو غوجيروتي، كما العادة خلال زمن الصّوم، نداءً باسم البابا فرنسيس إلى أساقفة الكنيسة حول العالم، من أجل تنظيم حملة لجمع التّبرّعات لصالح الجماعات المسيحيّة في الأرض المقدّسة، "وسط صراخ الألم المتصاعد من المنطقة" قائلًا: "إنّ الهدنة المطبّقة في الشّرق الأوسط شكّلت مصدر ارتياح، مع أنّنا نعلم أنّها هشّة ولا تكفي لوحدها كي تحلّ المشاكل وكي تُخمد نار الحقد في المنطقة، لكنّنا على الأقلّ لم نعد نرى مشاهد التّفجيرات. إنّنا رأينا الدّموع واليأس والدّمار في كلّ مكان، ونرجو اليوم ألّا ينتصر الموت، وأن يعود الأمل في رؤية الرّبّ القائم من الموت، الّذي عاش في تلك الأرض ومات وتألّم وقام من بين الأموات."

وذكّر غوجيروتي برسالة البابا فرنسيس إلى مسيحيّي الأرض المقدّسة عام 2017، والّتي شكرهم فيها على عزمهم على البقاء في أرضهم ولأنّهم يعرفون كيف يصلّون وبحبّون على الرّغم من كلّ شيء. وحثّ بالتّالي المؤمنين حول العالم على "مساعدة أخوتهم، كي تولد الحياة من جديد"، فـ"جميع الأشخاص، بدءًا من الأطفال، يتمتّعون بالحقّ في العيش بسلام، وفي أن يعودوا إلى بيوتهم ومدارسهم، وفي أن يلعبوا بعيدًا عن هاجس الموت." وأشار إلى أنّ "الأرض المقدّسة تحمل قيمة مميّزة بالنّسبة للمسيحيّين، لأنّها تُجسّد التَّجسد. وقد حافظت عليها منذ البدء الجماعات المسيحيّة، على اختلاف تقاليدها، وتقوم حراسة الأرض المقدّسة الفرنسيسكانيّة بهذه المهمّة منذ قرون عدّة"، وإلى أنّها "تحتوي على العديد من الرّعايا والمدارس والمستشفيات ودور العجزة ومراكز رعاية المهاجرين والمهجّرين واللّاجئين. ومن أجل الإسهام في هذه النّشاطات أنشأ البابا بولس السّادس حملة جمع التّبرّعات من أجل الأرض المقدّسة، وهي ممارسة تتكرّر سنويًّا منذ ذلك التّاريخ في يوم الجمعة العظيمة أو في يوم آخر يُحدّد على الصّعيد المحلّيّ".

وأضاف: "إنّ الحملة تكتسب أهمّيّة مميّزة هذا العام، خصوصًا بعد الجائحة وانقطاع زيارات الحجّاج والسّيّاح، ما حمل العديد من المسيحيّين على الهجرة"، مؤكّدًا- بحسب "فاتيكان نيوز"- أنّه "إذا أردنا أن نحافظ على تلك الأماكن وأن نبقيها حيّة لا بدّ أن ندعم الجماعات المسيحيّة، الّتي تسبّح الله باستمرار ونيابة عنّا أيضًا". وشجّع على المشاركة في هذا الالتزام، خصوصًا بعد مشاهد الموت والدّمار الّتي رآها العالم، مشيرًا إلى أنّ "الجماعات المسيحيّة هناك هي عائلتنا أيضًا، لذا لا بدّ أن تتصدّر الحملةُ الأولويّات الرّعويّة، لأنّ عليها يعتمد بقاءُ الحضور المسيحيّ في المنطقة الّتي تعود إلى زمن المسيح."

وفي الختام، نقل عميد الدّائرة بركات البابا لجميع الأساقفة، مذكّرًا بأنّ "الله لا ينسى من كانوا شهودًا لعنايته وأداة لسلامه، خصوصًا خلال هذه السّنة اليوبيليّة المخصّصة للرّجاء".