لبنان
13 تموز 2023, 09:30

رسالة رعائيّة للمتروبوليت سلوان في الذّكرى الخامسة على استلامه رعاية أبرشيّته

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) للرّوم الأرثوذكس سلوان موسي رسالة رعائيّة إلى الآباء الكهنة والشّمامسة والرّهبان والرّاهبات وأبناء الأبرشيّة، لمناسبة الذّكرى الخامسة على استلامه رعايتها، كتب فيها:

"سلام بالرّبّ يسوع،

في مثل هذا اليوم اجتمع أحبار كنيستنا برئاسة صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر في كنيسة القدّيس جاورجيوس- بصاليم، في خدمة تنصيب راعٍ جديد لهذه الأبرشيّة، واستلمتُ يومها، ببركة من غبطته ومبادرة منه، عصا الرّعاية من يد سلفي، صاحب السّيادة المتروبوليت جاورجيوس (خضر).

لم أكن أعرف يومها ما كانت تنطوي عليه هذه الخدمة، وإن كنتُ قد خبرتُ هذه الخدمة في رعاية أبرشيّة بوينس آيرس وسائر الأرجنتين منذ 10 كانون الأوّل 2006، تاريخ استلامي لرعايتها، ولغاية 27 نيسان 2018، تاريخ صدور قرار المجمع المقدّس بنقلي من خدمتها لخدمة هذه الأبرشيّة.  

في الذّكرى الخامسة لاستلامي عصا الرّعاية، يحلو لي أن أسطّر ما أُعطيته فيها بحضور سلفي صاحب السّيادة المتروبوليت جاورجيوس وشهادته، وما يعنيه لي أن أكون بقربه وأن يكون حاضرًا بيننا. حفظني في شيخوخته وبناني في خدمتي. يذكّرني بمحبّة يسوع المسيح ومعنى وجودنا في عين الله وجوهر الخدمة. قدّم لي الأبرشيّة على "طبق من ذهب"، أيّ بعد أن حرثها وتعب فيها، فدخلتُ على تعبه، مسهِّلًا لي خدمتها.

ويحلو لي أن أشكر الآباء الكهنة والشّمامسة ومعهم الآباء والأمّهات رؤساء ورئيسات الأديرة في الأبرشيّة على ما ألتقطه منهم من محبّتهم ليسوع وتفانيهم في خدمته، مع ما يحملون من شجون الخدمة والرّعاية والتّوبة وتقديس الذّات، ومشاركتهم لي من أُعطوا من نعمة في بذل ذواتهم فيها.  

وأشمل بهذا الشّكر أعضاء مجالس الرّعايا في الأبرشيّة الّذين اعتدتُ الاجتماع بهم ومواكبة شجون خدمتهم، ومعهم عدد من اللّجان الأبرشيّة الّتي تواكب أوجه الخدمة الأبرشيّة والرّعويّة. جميعهم تطوّعوا للخدمة، كلّ بحسب موهبته وخبرته ودرجة بذل ذاته فيها. أتأمّل فيهم تبنّيهم الجادّ لحياتنا المشتركة وشهادة كنيستنا وخدمتها، لاسيّما في ظروف استثنائيّة عشتُها معهم خلال هذه السّنوات.

هل لي أن أنسى خدمة أبنائنا في الأبرشيّة وفي الرّعايا، لاسيّما على صعيد مركزَي البترون وجبل لبنان في حركة الشّبيبة الأرثوذكسيّة، ومفوّضيّة جبل لبنان في جمعيّة الكشّاف الوطنيّ الأرثوذكسيّ والمرشدات، وخدمة الشّباب في عدد من رعايانا؟ يفرحني مواكبتي لنموّهم وتحدّياتهم في لقاءاتنا في الرّعايا والمخيّمات، مع ما يحدونا جميعًا من رغبة لتوفير ما يلزم من احتضان ورعاية ومواكبة وتشجيع، مع إيلاء الاهتمام لشرائح عمريّة واعدة على صعيد الخدمة بكلّ أوجهها. في هذا السّياق، لا أنسى الّذين يخدمون في الهيكل وفي التّرتيل وعلى القرّاية، شاكرًا ما قدّمته مدرسة الموسيقى في الأبرشيّة في خدمة الرّعايا على صعيد إعداد مرتّلين وتكوين جوقات تخدم فيها.

أمّا عمل الخدمة الاجتماعيّة، سواء على صعيد المستوصف الصّحّيّ- الاجتماعيّ في النّبعة أو المستوصفات العاملة في الأبرشيّة، مع عمل الخدمة الاجتماعيّة في عدد كبير من الرّعايا، فهذا له الثّناء في مواجهة الواقع القاسي في السّنوات الأخيرة، ومعهم نشكر الّذي يدعمون خدمتهم بالمحبّة والمساعدة المادّيّة والمعنويّة. في هذا المجال، أتوقّف عند الخدمة الجليلة الّتي يقدّمها "صندوق التّعاضد الأرثوذكسيّ"، والّتي احتفلنا باليوبيل الفضّيّ للتّأسيس العام الماضي، فهي تؤمّن خدمة رائدة جدًّا في مجالها لجميع المنتسبين إليها من أبناء الأبرشيّة.

ومدرسة القدّيس جاورجيوس– بصاليم، والّتي احتفلت هذا العام بالذّكرى الخامسة والثّلاثين لتأسيسها، فقد أفرحتني بالخميرة الموجودة فيها، خميرة زرعها سلفي وتسعى أن تحافظ عليها في بيئة تربويّة تميّزها، وتواجه بها ما يعتري القطاع التّربويّ من صعاب جمّة، بروح الرّجاء والعمل الدّؤوب.

وإن عدتُ إلى دار المطرانيّة والمعاونين فيها والدّوائر الّتي تعمل فيها والمحكمة الرّوحيّة الابتدائيّة، فلهؤلاء تقدير كبير وامتنان على خدمتهم، والّتي يبذلون فيها ذواتهم بصبر. لقد حضنوا سلفي في خدمته ويحضنونه في شيخوخته، وهم أيضًا يحضنونني في خدمتي.  

لكم جميعًا، في هذا اليوم، كلّ الشّكر والتّقدير والمحبّة، ومنكم إلى كلّ أبناء الأبرشيّة، دون أن أنسى مَن غادرها بالجسد، لكنّه ما زال محبًّا لها وباذلًا ما استطاع من أجل تثبيت شهادة ذويهم وعائلاتهم كنيستهم فيها.  

ألا أطال الله بعمركم، وجعل من زمن حياتكم زمنًا يُعمَل فيه للرّبّ، تمجّدونه بخدمتكم وشهادتكم ويتمجَّد هو فيكم ببذل ذواتكم."