الفاتيكان
18 أيار 2022, 11:50

رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين في المؤتمر العالميّ الخامس للقضاء على عمالة الأطفال

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة انعقاد المؤتمر العالميّ الخامس للقضاء على عمالة الأطفال في ديربان- جنوب أفريقيا، برعاية منظّمة العمل الدّوليّة، وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى المشاركين، أشار فيها إلى أنّه "من خلال ضمان حاضر ومستقبل الأطفال، نحن نضمن أيضًا حاضر ومستقبل العائلة البشريّة بأسرها".

وكتب البابا بحسب "فاتيكان نيوز": "في حين أنّه قد تمّ إحراز تقدّم كبير في القضاء على آفة عمالة الأطفال في المجتمع، إلّا أنَّ هذه المأساة قد تفاقمت بسبب تأثير الأزمة الصّحّيّة العالميّة وانتشار الفقر المدقع في أجزاء كثيرة من عالمنا، حيث يحكم نقص فرص العمل اللّائق للبالغين والمراهقين والهجرة وحالات الطّوارئ الإنسانيّة على الملايين من الفتيات والفتيان بحياة من الفقر الاقتصاديّ والثّقافيّ. للأسف، هناك الكثير من الأيادي الصّغيرة المنهمكة في حرث الحقول، والعمل في المناجم، والسّفر لمسافات طويلة لسحب المياه والقيام بأعمال تمنعهم من الذّهاب إلى المدرسة، ناهيك عن جريمة بغاء الأطفال، الّتي حرمت ملايين الأطفال من الفرح ومن شبابهم وكرامتهم الّتي وهبها الله إيّاها.

بما أنّ الفقر هو في الواقع العامل الرّئيسيّ الّذي يعرّض الأطفال للاستغلال في العمل، فإنّني على ثقة من أنّ مداولاتكم لن تفشل في معالجة الأسباب الهيكليّة للفقر العالميّ وعدم المساواة الفاضحة الّتي لا تزال موجودة بين أفراد العائلة البشريّة. كذلك، أنا على ثقة من أنّ المؤتمر الحاليّ سيؤدّي إلى زيادة الوعي والالتزام من جانب الفاعلين الاجتماعيّين والهيئات الدّوليّة والوطنيّة الّتي تعمل على إيجاد طرق مناسبة وفعّالة لحماية كرامة الأطفال وحقوقهم، لاسيّما من خلال تعزيز أنظمة حماية اجتماعيّة وحصول الجميع على التّعليم.

إنّ مسألة عمالة الأطفال هي موضع اهتمام خاصّ للكنيسة الكاثوليكيّة، الّتي تؤكّد تعاليمها الاجتماعيّة أنّه من خلال ضمان حاضر ومستقبل الأطفال، نحن نضمن أيضًا حاضر ومستقبل العائلة البشريّة بأسرها. في الواقع، إنَّ الطّريقة الّتي نتعامل بها مع الأطفال، ومدى احترامنا لكرامتهم البشريّة الطّبيعيّة وحقوقهم الأساسيّة، يعبّران عن نوع البالغين الّذين نريد أن نكونه، ونوع المجتمع الّذي نريد بناءه. وبالتّالي سيواصل الكرسيّ الرّسوليّ من جانبه العمل على ضمان أن يثابر المجتمع الدّوليّ في جهوده لمكافحة استغلال عمل الأطفال بحزم وبشكل مشترك وحاسم، لكي يتمكّن الأطفال من أن يستمتعوا بجمال هذه المرحلة من الحياة، وفي الوقت عينه من أن يعزّزوا أحلامًا لمستقبل مُشرِق.

أشكركم وأشكر زملاءكم في منظّمة العمل الدّوليّة على تنظيم هذا المؤتمر والتّرويج له. وأصلّي لكي تكون مداولاتكم تعهّدًا بنموّ دائم ومستقبل مزدهر للأطفال في جميع أنحاء العالم، الّذين يحلمون بأن يروا حياتهم تزهر".