لبنان
22 نيسان 2018, 13:16

رحمة في قدّاس في حوش بردى استنكاراً للتّعرض إلى حرمة المدافن: هذا الأمر مدان والفاعل لا علاقة له لا بالمحبّة ولا بالرّحمة

ترأّس الأب طوني حدشيتي القدّاس الالهي الذي أُقيم على نيّة راحة نفوس الموتى، في كنيسة مار جرجس الرعائية ببلدة حوش بردى، استنكاراً للتّعرّض إلى حرمة الأموات في مدافن عائلة مهنا وأبي ياغي في البلدة، بحضور النائب إميل رحمة، رئيس بلدية حوش بردى جورج أبي حيدر وفاعليّات، وجماعة المؤمنين؛ وجاء في الكلمة التي ألقاها حدشيتي بحسب الوكالة الوطنية:

 "نصّلي كرمى لبلدة حوش بردى وأهلها، وبنوع خاص نصلّي استنكاراً للاعتداء على الموتى الذي حصل الأسبوع الماضي في القرية، لأنّ الموتى قديّسون، والأحياء أيضاً قدّيسون ليكونوا مع الرّب السماوي.

ما حصل نحن كمسيحيين ربّنا أوصانا، ألا نعادي، وسيّدنا المسيح أوصانا بأن نحب أعداءنا ونفعل ما نشاء، فالمسيح هو المحبة والحياة، والمسيح يشبهنا بكل شيء باستثناء الخطيئة، ونحن نريد أن نكون من تلامذته. في القدس وفلسطين يضطهد المسيحيون، ولكن جوهرهم الإيماني السلام والمحبة والمسامحة والسلام، كما أنّ المسيح أوصانا بأن نغفر لبعضنا البعض ونتمنّى الخير لبعضنا البعض وأن نعيش بسلام، فالمحبة والسلام يجسدان صورة السيد المسيح.

أنا أدعوكم الى  العودة وإعمار بيوتكم، وزرع البساتين والأشجار، وأن نحب بعضنا البعض ونحب أرضنا وضيعتنا، ونبني بيوتنا ونزور بلدتنا. لو مرتين في الشهر، هذه رسالة وطنيّة ورسالة كنسيّة من القلب.

خلال الانتخابات لسنا مضطرّين بأن نخسر بعضنا البعض، وإفساد حياتنا الاجتماعيّة لصالح السياسة، ونحن نعتبر أنّ رجل السّياسة هو خادم الناس، كما نقول في الكنيسة نحن خدّام الرعية، والمسؤول والسياسي الناجح والمطران ورجل الدين الناجح هو الذي يحمل قضايا الناس في ضميره، ويشهد للحق."

بدوره النائب رحمة قال: "خرق حرمة الموت وتخريب المدافن أمر مدان وغير مسموح به، بخاصّة أنّه حصل في أعظم منطقة للعيش الواحد في لبنان، وفي أهم المناطق التزاما بقدسية الأديان مسلمين ومسيحيين، فالمسيحيّة هي دين المحبة، والإسلام هو دين الرحمة، ومن أقدم على هذا الفعل الشنيع لا علاقة له لا بالمحبة ولا بالرحمة."

لقد أطلعت قائد الجيش ومديرية المخابرات على ما حصل، ونترك الاهتمام بهذا الموضوع للمؤسّسة العسكريّة للتّحقيق وكشف الفاعل لمحاسبته كائنا من كان.
لذا، يجب التّنبّه أيضاً من الإقدام على ارتكاب أخطاء غير مقبولة كرد على هذا العمل الفردي الذي يدينه الجميع مسيحيين ومسلمين، فنحن أخوة موارنة وأرثوذكس وكاثوليك وسنة وشيعة ومسلمين، ونحرص على وحدتنا الوطنية."

وبعد القدّاس، توجّه الجميع في مسيرة سيراً على الأقدام إلى مدافن البلدة، حيث حصل الاعتداء، للصّلاة على نيّة راحة نفوس الموتى وشيلة البخور.