راهبة نيجيريّة تنظّم فريق ياك إياما لمكافحة الاتّجار بالبشر
"لم أستطع النوم. كان عليّ القيام بشيءٍ ما من أجل الضحايا"، قالت الأخت أنطونيا من راهبات خادمات الطفل يسوع الأقدس في نيجيريا، والبروفسور في جامعة أويو- نيجيريا، ونائب رئيس الجامعة المذكورة.
إستجابت الأخت أنطونيا لمحنة ضحايا الاتّجار بالبشر عبر الانضمام بكلّ تفانٍ إلى مكافحة هذه الآفة، من خلال برامج التوعية واكتساب المهارات.
منذ عام 2021، قامت الأخت أنطونيا بالعديد من الأنشطة الرعويّة في القرى الريفيّة في ولاية أكوا إيبوم، ما أدّى إلى زيادة الوعي بين الناس حول شرور الاتّجار بالبشر.
وهي تعمل بالتعاون مع وكالات إنفاذ القانون المحليّة لتسهيل القبض على المتاجرين بالبشر، وضمان محاكمتهم.
قالت الأخت أنطونيا: "صدمت عندما علمت أنّ بعض الأطفال تمّ بيعهم من قبل شخص بالغ معروف لهم".
وجاءت الأخت بفكرة إنشاء فريق عمل مجتمعيّ لإشراك المجتمع المحليّ في مشروع "ياك إياما" لمنع الاتّجار بالبشر.
ويستلزم ذلك تدريب قادة المجتمع والشباب ليصيروا سفراء لحماية أفراد المجتمع المحليّ من المتاجرين بالبشر، وتمكين الشباب بالمهارات اللازمة لكسب عيشهم.
وبفضل دعم أخواتها الراهبات والتمويل من المانحين المحليّين ومؤسّسة Arise "إنهض" في المملكة المتّحدة، تمكّنت الأخت أنطونيا وفريقها من الوصول إلى العديد من الأشخاص المستضعَفين في عدد من المجتمعات الريفيّة في ولاية أكوا إيبوم.
قامت بعض حملات ياك إياما المناهضة للاتّجار في ساحاتٍ عامّة أو في الشوارع في القرى الداخليّة، وقد ذهبت الأخت أنطونيا وفريقها للقاء الناس في الحرّ الشديد وفي الأمطار الغزيرة بهدف توعيتهم على أنشطة تجّار البشر الذين يسرقون الأطفال ويغرون المراهقين في المجتمعات المحليّة، وتزويدهم بالمعلومات اللازمة ليساهموا في القضاء على هذا الشرّ.
المحزن انّ تجّار البشر لا يزالون، في نيجيريا، يستهدفون الأشدّ ضعفًا وتهميشًا في المجتمعات. ومع أنّ الأخت أنطونيا تلقّت العديد من التهديدات، لكنّها لم تُحبط ولم يُحبط فريقها وهم ماضون في عملهم لخدمة المجتمعات الريفيّة عبر تقديم برامج اكتساب المهارات لتمكين الشباب في مكافحة الاتّجار بالبشر، وتعزيز حماية القاصرين والفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.