أستراليا
17 تشرين الأول 2018, 05:51

راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات في أستراليا.. 50عامًا من العطاء

ترأّس راعي الأبرشيّة المارونيّة في أستراليا المطران أنطوان شربل طربيه قدّاس اليوبيل الذّهبيّ لجمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات، في كاتدرائيّة سيدة لبنان، شارك فيه كهنة الطّائفة والرّهبان والرّاهبات ورؤساء الأديار، بحضور القنصل اللّبنانيّ شربل معكرون، ووزير التّعدّديّة الثّقافيّة راي وليم، والنّائب العامّ المونسنيور مارسلينو يوسف، والرّئيسة العامّة للجمعيّة الاخت ماري أنطوانيت سعاده، إضافة إلى نوّاب ورؤساء جمعيّات ومؤسّسات والمؤمنين.

 

في عظته قال المطران طربيه نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "يا لها من فرحة يوبيليّة عامرة في قلوب وضمائر أجيال ووجوه عبّرت على مدى 50 عامًا، وهي تشهد من هنا على إنجازات موهبة روحيّة مكلّلة بالعناية الإلهيّة. يا لها من فرحة يوبيليّة يفخر بها مؤسّسكن السّعيد الذّكر المثلّث الرّحمة البطريرك الياس الحويك، تلك الهامة الوطنيّة الّتي أعطت الكثير للبنان والشّرق وللكنيسة المارونيّة في أرجاء المسكونة. يا لها من فرحة يوبيليّة تتكلّل اليوم بحضور الرّئيسة العامّة لجمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات حضرة الأمّ ماري أنطوانيت سعاده الجزيلة الاحترام، وحولها راهباتها الفاضلات المناضلات في خدمة وتربية الأجيال ورعاية المسنّين وخدمة الرّعايا. يا لها من فرحة تغمر قلوبنا جميعًا، مكلّلة بعواطف الشّكر والامتنان على ما بنيتموه وحقّقتموه من إنجازات كبيرة في هذه الأبرشيّة المباركة المؤسّسة على صخرة المسيح رأس إيماننا ومحور رجائنا الصّالح.
وهنا لا بدّ من التّوقف عند المحطّات الأساسيّة في مسيرة الخمسين سنة من تاريخ جمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات في أبرشيّتنا. إنطلقت هذه المسيرة في 10 تشرين الأوّل 1968 مع وصول الرّاهبات: جوليات غريب، ماري ده روزير وماري هنريات داريدو إلى مار مارون ردفرن. بعد سنتين، أيّ سنة 1970 تمّ إنشاء مدرسة مار مارون في ردفرن، وسنة 1973 تمّ إنشاء مدرسة سيّدة لبنان في هاريس بارك الّتي أصبحت اليوم مدرسة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات، وفي سنة 1976 تمّ إنشاء مركز العناية بالأطفال "شايلد كير" في بلمور، وبعد ذلك وفي سنة 1988 تمّ شراء دير مار مارون في دالويش هيل ونقلت المدرسة إليه.
من الرّسالة التّربويّة، انطلقت الرّاهبات إلى الرّسالة الإنسانيّة وخدمة المسنّين، ففي سنة 1991 تمّ إنشاء دار العجزة في دالويش هيل، وفي سنة 2007 تمّ إنشاء مركز ثان للعجزة في دالويش هيل. إنّها فعلاً حبّة الخردل الّتي زرعت في أرض أستراليا الحبيبة منذ خمسين سنة، وقد ارتفعت وصارت من أكبر البقول تثمر عملاً رسوليًّا وروحيًّا وتشهد للإنجيل الشّهادة الحقّة. فها أنتنّ اليوم راهبات العيلة على مثال عائلة النّاصرة، لخدمة العائلة، خاصّة في حقلي التّربية والاهتمام بالمسنّين. وأنتنّ إلى جانب راعي الأبرشيّة والكهنة في هذه المهمّة الشّاقّة الّتي لا يخفى على أحد ما تتعرّض له عائلاتنا من تحدّيات تربويّة وأخلاقيّة وروحيّة واجتماعيّة. لقد قبلتنّ التّحدّي ولا زلتنّ في المعترك كالجنديات الصّالحات والعذارى الحكيمات في خدمة بشارة الإنجيل. أنتنّ بنات البطريرك الحويّك العظيم الّذي كان يحمل همّ العائلة وقد أراد الحفاظ عليها من خلال تأسيس جمعيّة راهبات العائلة لتكون على مثال العائلة المقدّسة في خدمة العائلة وفي خدمة كلّ إنسان. أنتنّ بنات بطريرك العناية الإلهيّة الّتي تلجأن إليها أمام كلّ صعوبة وامتحان، خصوصًا في هذه الأيّام، وتتّكلن عليها في كلّ أعمالكنّ، لذلك أتت هذه الأعمال بالنّجاحات والازدهار على كلّ صعيد في أستراليا ولبنان وأينما وجدت راهبة من راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات. أنتنّ باقة ورود في الأبرشيّة (زينة الأبرشيّة كما تعوّدنا أن نقول) يفوح عطرها مع شهر الورديّة الموافق مع اختتام احتفالات يوبيل الخمسين هذا. نحن نعلم كم حضوركن محبّب للجميع وكلّنا نشكركنّ بصوت واحد على جميع ما تقمن به من خدمات وتضحيات في سبيل نشر الرّسالة المسيحيّة.
نصلّي معكنّ كي يظهر الله قريبًا قداسة المؤسّس ليعتلي المذابح شفيعًا ومثالاً يقتدي به كلّ إنسان في محبّة وطنه وكنيسته. ونصلّي أيضًا معكنّ من أجل كلّ الأخوات اللّواتي خدمن في هذه الأبرشيّة على مدى السّنوات الخمسين وكلّ الأخوات اللّواتي انتقلن إلى الأخدار السّماويّة، ونخصّ بالذكر الأختين جوليات غريب وماري دي روزير. ها قد مرّت خمسون سنة من الخدمة والعطاء في أبرشيّة أستراليا المارونيّة، ولا تزال الخدمة مستمرّة بنعمة الله والتزامكن وسخائكنّ اللّامحدود.
نرفع الصّلاة مع بعضنا البعض، لجمعيّة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات، طالبين من الله لهنّ المزيد من الشّهادة الإنجيليّة والنّجاح والازدهار في العمل الرّسوليّ والإنسانيّ. ونسأل الله بحرارة وإيمان كي يرسل فعلة لحصاده ودعوات رهبانيّة مقدّسة لأنّه فيها ومن خلالها نعيش الشّهادة لملكوت الله على أرضنا، وتتجلّى بالوقت عينه، علامة رضى الله علينا من السّماء. ومع انطلاقة مسيرة خمسين سنة جديدة نجدّد التّهاني لأخواتنا الرّاهبات الفاضلات بهذا اليوبيل الذّهبيّ طالبين من الله المزيد من النّعم والبركات الإلهيّة عليهنّ وعلى الكنيسة الجامعة.".