الأراضي المقدّسة
28 نيسان 2020, 10:20

رئيس الأساقفة بيتسابالا: نحن بحاجة للصّلاة

تيلي لوميار/ نورسات
بحضور حشد ضئيل من المؤمنين والجموعات الكشفية، وبمشاركة الكهنة والرّهبان والرّاهبات، اختتم المدبّر الرّسوليّ للبطريركيّة اللّاتينيّة ورئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا، التّطواف السّنويّ لطلعة العذراء سيّدة جبل الكرمل، يوم الأحد، وألقى للمناسبة خطابًا قصيرًا أمام دير الكرمل، جاء في نصّه بحسب موقع البطريركيّة اللّاتينيّة للقدس:

"أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء،

كما هو الحال مع جميع الاحتفالات الأخرى في الأشهر القليلة الماضية، كان علينا أيضًا في "طلعة العذراء" إلغاء تقاليدنا وتكييفها مع الوضع الجديد الّذي نشهده جميعًا. عادة نرافق العذراء القدًيسة ونزورها. هذا العام، بسبب فيروس الكورونا، فإنّ العكس هو الصّحيح. مرّت العذراء في شوارعنا، تحت بيوتنا، وزارتنا. بعد البشارة في النّاصرة، سارعت مريم العذراء إلى عين كارم لزيارة نسيبتها أليصابات الّتي كانت في حاجة إلى مساعدتها. كما آنذاك، تزورنا اليوم العذراء في وقت حاجتنا إليها. نعم، لأنّنا نحتاج إلى الرّاحة والتّعازي في هذا الوقت العصيب الّذي نعيشه. بعيدًا عن العمل والمدرسة، مع العديد من التّساؤلات حول مستقبلنا، فإنّنا ضائعون قليلاً أمام هذا العدوّ الّذي لا نعرفه والّذي غيّر حياتنا.

كلّ طفل عندما يواجه صعوبة، فإنّه يلتجأ أوّلاً إلى والدته ليجد فيها ملجأ وقوّة وراحة. هكذا نحن اليوم نتوجّه إلى العذراء لنستمدّ منها التّعزية والقوّة اللّازمة لهذا الوقت. نحن بحاجة للصّلاة. الصّلاة لا تغيّر العالم، لكنّها تغيّرنا وتساعدنا على قراءة وفهم ما يحدث لنا بطريقة هادئة. لن تؤدّي الصّلاة من أجل إنهاء هذا الظّرف إلى نتائج فوريّة في حياتنا، لأنّ هذا الوضع سيستمرّ على الأرجح لفترة طويلة، ولكنّه سيجعلنا أقوى وأكثر اتّحادًا. لا يجب أن يكون لدينا نهج استهلاكيّ للصّلاة، لا يؤدّي إلى نتائج فعليّة، وحتمًا لا يؤدّي إلى نتائج فوريّة. تقدّم الصّلاة موقفًا وحالة وعلاقة الصّلاة لا تنتج شيئًا؛ ومع ذلك، فإنّ الصّلاة توّلد شيئًا جديدًا في قلوبنا. لا تحلّ مكان عمل الإنسان، ولكنّها تضيء عمله. إنّها لا تعفينا من المسار الّذي يجب أن نسلكه، لكنّها تشير إليه.

ها إنّ العذراء القدّيسة تدعونا اليوم للصّلاة كي نتعلّم أن نكون في وضعيّتنا هذه كمسيحيّين، متّحدين بالمسيح القائم من الموت، أملنا.

لا يجب أن ننهار، فلا مجال لليأس. لا شيء يجب أن يفصلنا عن اليقين بأنّ الرّبّ معنا.

مرّت العذراء من بيوتنا لتباركها نرجو إذن أن يحمل مرورها الصّفاء والفرح لجميع أسرنا. حيث يكون هناك صليب ومعاناة، تجلب سيّدة الكرمل العزاء والرّاحة.

لا يمكننا الوصول إليها اليوم جسديًّا، ولكن أينما كنّا، يمكننا أن نصلّي إليها، واليوم نطلب منها جميعًا أن تتشفّع للرّبّ يسوع حتّى ينتهي قريبًا هذا الوضع، فتعود البسمة قريبًا إلى أسرنا، وبالمناسبة نريد أن نكرّس لها عائلاتنا وكنيسة القدس بأكملها.

هي الّتي كانت حاضرة تحت الصّليب، شاهدة القيامة وحاضرة في العنصرة، لتكن حاضرة أيضًا في حياة كنيستنا وعائلاتنا وأرضنا.

آمين."