لبنان
22 حزيران 2020, 06:30

رئيس أنطش جبيل: عذرًا يا أب في عيدك ومغفرة!

تيلي لوميار/ نورسات
أحيت الجمعيّة اللّبنانيّة عيد الأب في قدّاس احتفاليّ ترأّسه رئيس أنطش جبيل الأب سيمون عبّود في كاتدرائيّة مار يوحنّا مرقص، عاونه فيه الأب هاني مطر، وخدمته فرقة "كوليت أكاديمي" الموسيقيّة.

وألقى الأب عبّود عظة قال فيها نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "نجتمع اليوم، حول مائدة عرش الحمل، بدعوة من الجمعيّة اللّبنانيّة لتكريم الأب، لنحني الجبين أمام نبيّ الصّمت ونبيّ الخضوع ونبيّ الإصغاء والسّماع في عيده. فيا أبًا، أنت الصّمت المدويّ في ضمير الإنسانيّة التّائه المتفلّت، أو ربّما المائت، علّه يوقظه من سبات غيبوية القيم والأخلاق والمبادئ. وأنت الخضوع لإرادة الخالق، ليس عن جهل أو انتحار في المجهول، وإنّما عن ثقة بتدبير وتصميم، وجد قبل أن يصوّر في الرّحم، وأنت الإصغاء لهمسات، يتردّد صداها متطلّبات، توجب عليك التّضحية والجهد والقرار، فعذرًا يا أب في عيدك ومغفرة، لأنّنا في زمن، يتجاهل الإبن فيه حكمة أبيه وعنفوانه، لينصاع إلى كبرياء زعيم في إذلاله.

كثرت الألقاب في عيدك، وجفّت الضّمائر في تحسّس معاناتك. ولو كان لعزّة النّفس وسامًا، فأنت بالوسام جدير. ومن قال إنّ حنان الأمومة لا يضاهيه أمان الأبوّة؟ من غيرك درع العناء يصدّ سهام القلق والهمّ عن العائلة، أو برفير التّعب يشعرها نسمة الرّاحة، أو تاج الحكمة يلقنها مخافة الله، أو صولجان القرار يفهمها معنى الرّجولة.

ما أحوجنا في هذه الأيّام إلى آباء يجيدون معنى الأبوّة والرّجولة، وحراسة المبادئ ودماسة الأخلاق وريادة العلم والثّقافة، إلّا أنّ رياح الفقر والبؤس الاجتماعيّ تعاكس سفن الوضع المعيشيّ فغدت المصالح الشّخصيّة كم من أب عاجز عن تأمين مستلزمات العيش، يواجه مصيره الممزوج بالذّل، بعزّة نفس وكرامة، وكم من أب فقد وظيفته فغدا رهينة اليأس وفريسة الجوع والبطالة، وكم وللأسف غاب عن ضمير الأبناء آباء علّموهم معنى الحياة وأورثوهم غلاتها، انتهى بهم الأمر في دور العجزة".

ودعا الأب عبّود المؤمنين إلى "عدم اليأس لأنّه يوجد أب في السّماء يعرف كيف يعطي الطّعام في حينه"، معايدًا الآباء "الّذين علّمونا الصّلاة واحترام الشّخص البشريّ، وليكن الله مثال الأبوّة المضحية حتّى الصّليب، علامة رجاء لكلّ أب تحوله دون فقدان الثّقة، في أبوّة الآب الّتي تحوّل الشّك إلى يقين، والشّرّ إلى خير، واللّيل الكالح إلى فجر منير".

بعد القدّاس، أقيم احتفال في باحة الدّير.