سوريا
04 تشرين الأول 2021, 12:30

رئيس أساقفة فيينّا زار سوريا وصلّى فيها من أجل السّلام

تيلي لوميار/ نورسات
ملبّيًا دعوة بطريرك السّريان الأرثوذكس مار إغناطيوس أفرام الثّاني، قام رئيس أساقفة فيينّا الكاردينال كريستوف شونبورن يومي السّبت والأحد بزيارة لسوريا حيث قام بسلسلة نشاطات ولقاءات على رأس وفد كنسيّ، بدأها بزيارة البطريرك أفرام في دير مار أفرام السّريانيّ- معرّة صيدنايا، بحضور لفيف من مطارنة الكنيسة، وقد رفعوا معًا من كاتدرائيّة مار جرجس- باب توما الصّلاة من أجل السّلام، بمشاركة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريّة وأورشليم للرّوم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسيّ، والسّفير البابويّ في دمشق الكاردينال ماريو زيناري، ولفيف من مطارنة الكنائس الشّقيقة، وعدد من الفعاليّات المحلّيّة.

خلال الصّلاة، ألقى البطريرك أفرام كلمة قال فيها بحسب إعلام البطريركيّة: "يطيب لنا أن نرحّب أجمل ترحيب بصاحب النيافة في مستهلّ زيارته هذه لسوريا الّتي ما زالت تعاني من آثار الحرب الظّالمة المفروضة عليها من دول وقوى عظمى استجلبت إرهابيّين من عشرات الدّول، محاولين قتل الحياة الّتي فيينّا من خلال استهداف الأطفال والشّباب والشّيوخ دون تمييز، وخطف وقتل رجال الدّين من مسلمين ومسيحيّين، وهدم بيوت العبادة من كنائس ومساجد. حتّى الحجر كما الشّجر لم يسلم منهم. قد تكون مظاهر الحرب قد تراجعت كثيرًا باستثناء بعض المناطق الّتي ما زالت خارج سيطرة الدّولة والّتي نأمل بعودتها بأسرع وقت، ولكن آثار هذه الحرب ما زالت موجودة، ومحاولات هذه القوى بالسّيطرة على قرار الشّعب السّوريّ ما زالت جارية، وذلك من خلال الحصار الاقتصاديّ الظّالم والعقوبات الأحاديّة وغير القانونيّة المفروضة على الشّعب السّوريّ، ممّا يُسهم في اشتداد معاناة الشّعب بسبب نقص الموادّ الأساسيّة للحياة الّتي لا يُسمح باستيرادها.

خلال هذه السّنين الصّعبة، انقسم العالم في موقفه ممّا جرى في سوريا. فظهر العدوّ من الصّديق، وأحد هؤلاء الأصدقاء هو ضيفنا العزيز الكاردينال كريستوف الّذي طالما نادى بإيقاف الحرب مُظهرًا اهتمامًا كبيرًا بمعاناة الشّعب السّوريّ وكذلك بالمهجّرين منهم. كما نظّم نيافته عدّة لقاءات أتاحت لنا الفرصة لإسماع صوت أبناء سوريا في محافل دوليّة عدّة وأمام الكثير من القادة والمسؤولين السّياسيّين.

بإسم الجميع، نرحّب بنيافته متمنّين له زيارة ناجحة ونحن على ثقة أنّه سينقل الرّسالة الّتي سيسمعها من أبناء سورية. ونشكر لكم جميعًا حضوركم بيننا بهذه المناسبة الطّيّبة."

هذا وكانت للكاردينال شونبورن زيارات لـ: مغارة الزّنّار المقدّس في دير مار أفرام- معرّة صيدنايا، جامعة أنطاكية السّوريّة الخاصّة، دير السّيّدة في صيدنايا، عائلات من ذوي الشّهداء والنّازحين، البطريرك يوسف العبسيّ، مزار مار جرجس في دمشق، كنيسة القدّيس حنانيا في دمشق، مركز البطريرك زكّا لغسل الكلى،

دير مارت تقلا في معلولا، كاتدرائيّة أمّ الزنّار في حمص، ودير الآباء اليسوعيّين بحي بستان الدّيوان- حمص حيث زار ضريح الأب الشّهيد فرانس فاندرلوخت اليسوعيّ.

كما احتفل رئيس الأساقفة بالقدّاس الإلهيّ، بعد ظهر الأحد، على مذبح شهداء "سيفو" في دير مار أفرام- معرّة صيدنايا، بحضور البطريركين أفرام الثّاني والعبسيّ والسّفير البابويّ زيناري ولفيف من المطارنة.

في بداية القدّاس الإلهي، شكر أفرام الثّاني شونبورن على تلبيته دعوته لزيارة سوريا آملاً أن ينقل للمجتمع الغربيّ صورة حقيقيّة عن وضع البلد والمواطنين السّوريّين. وفي كلمته، أشار شونبورن إلى حاجة الإنسان للعائلة للإحساس بالأمان التّامّ، وعبّر عن سروره بزيارة سوريا مؤكّدًا على دعم شعبها، مصلّيًا من أجل السّلام فيها وفي العالم.