رؤيتنا للطفولة" الأطفال هم زهور أرضيّة ونماذج للسماء: البابا تاوضروس
أوضح البابا تواضروس أنّه سيتحدّث في كلمته عن "الطفولة" بمناسبة اليوم العالميّ للطفل (٢٠ تشرين الثاني/نوفمبر)، وقرأ من إنجيل القدّيس متّى (18/ 1-9) وقال إنّ قامة الطفل هي قامة الملكوت، وإنّ استمرار محبّة الله للإنسانيّة يتمثّل في أنّه ما زال يخلق أطفالًا، ولديه الأمل أن نرجع عن الخطيئة.
وأعطى البابا أمثلة لأطفال ومواقف مع الأطفال من الكتاب المقدّس، كالتالي:
- طفولة يوحنّا المعمدان وقصّة ولادته.
- طفولة السيّد المسيح حتّى عمر ١٢ عامًا.
- حوار السيّد المسيح في طفولته مع المعلّمين.
- معجزات السيّد المسيح مع الأطفال والابن الوحيد، كإقامة ابنة يائيرس، وابن أرملة نائين.
وشرح البابا أنّ تعبير الكتاب عن "الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ" يشير إلى نوعيّات متعدّدة من الصغار، وهي:
١- صغار السن: "دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ" (مت ١٩: ١٤).
٢- صغار المعرفة: مثال زكّا العشار، وكان قصيرًا في المعرفة الإيمانيّة.
٣- صغار الصوت: كالضعفاء والمُهمّشين.
٤- صغار القلب: مثال الإنسان الذي يمتلك قلبًا متّضعًا.
وأشار قداسة البابا إلى أنّ الكنيسة القبطيّة تحتفل بمرحلة الطفولة في عيد "أحد السعف"، وتعتبره العيد السنويّ للطفولة، لذلك الجميع مدعوّون إلى امتلاك روح الطفولة، "إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت ١٨: ٣).
وأوضح البابا أنّ الكنيسة تهتمّ بالطفولة، من خلال:
١- معموديّة الطفل حتّى ولو كان عمره يومًا واحدًا.
٢- مدارس الأحد.
٣- فِرق الكورال والتسبيح.
٤- رسامة الأطفال شمامسة إبصالتس (مرتل).
٥- تعليمهم منذ الصغر رشم الصليب والصلاة الربّانيّة.
٦- تعليمهم أن الذهابإلى الكنيسة هو يوم عيد، مثلما نعيّد ونقرأ في السنكسار، "سبّحوا الله في جميع قدّيسيه".
كما عَرضَ البابا الطرق التي تجعل الأطفال يصبحون نماذج جيّدة، كالتالي:
١- تقديم الحبّ بمختلف أشكاله، من خلال: كلمات التدليل، والحكايات، والهدايا، ولمسات الحنان، واللعب معهم، وإشباعهم بالحبّ، "اَلنَّفْسُ الشَّبْعَانَةُ تَدُوسُ الْعَسَلَ" (أم ٢٧: ٧).
٢- القدوة: في الحوار، والاستماع والإنصات الجيّد، والنظر في عين الطفل، والصلاة معه وقراءة الإنجيل وسير القدّيسين، والمداعبة.
٣- تجنُّب جرحه خصوصًا نفسيًّا: سواء بالقهر، أو سوء المعاملة، أو الحرمان، أو الضرب، أو سلب الشخصيّة، أو اقتحام خصوصيّته، بل الحفاظ على نقاوته.
٤- تجنُّب الضعف الروحيّ، وعدم إهمال حياتهم الروحيّة، بل تسليمهم الإيمان، وتعليمهم الممارسات الروحيّة كالانتظام في الصلوات وقراءة الكتاب المقدّس.
في الختام، أكّد البابا تواضروس أنّ الأطفال هم زهور أرضيّة ونماذج للسماء، "مَنْ قَبِلَ وَلَدًا وَاحِدًا مِثْلَ هذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي" (مت ١٨: ٥)، وهم رجاء للبشريّة، فيجب أن نصلّي من أجلهم لكي يحافظ الله عليهم ويبارك حياتهم ليكونوا ناجحين في دراستهم وأعمالهم.