رؤساء الكنائس الكاثوليكيّة في سوريا يجتمعون حتّى الخميس
البداية، كانت بالصّلاة الافتتاحيّة مع البطريرك يونان رفع فيها الشّكر لله، ثمّ كانت الجلسة الافتتاحيّة تخلّلتها كلمة للبطريرك يونان تناول فيها المرحلة الحرجة الّتي تجتازها سوريا وسائر بلدان الشّرق الأوسط، مركّزًا داخليًّا على الأوضاع الاقتصاديّة المخيفة، والهجرة لاسيّما بين فئة الشّباب، وخارجيًّا على الضّغوط الجيوسياسيّة والاقتصاديّة الخطيرة وغير الإنسانيّة على الشّعب بحجج تعدّدت مسمّياتها، مضيئًا على مسؤوليّتهم "كرعاة والّتي تشتمل على تقديم الكنيسة أمًّا ومعلّمة، بالتّضحية والشّفافيّة والأمانة للرّبّ يسوع".
هذا وتوقّف عند موضوع كاريتاس سوريا، مركّزًا على بناء الإنسان، والتّرميم والإعمار، وسواها من المواضيع الّتي سيعالجها جدول أعمال المجلس. كما شدّد على "ضرورة إيلاء الشّباب اهتمامًا خاصًّا، عبر بثّ الرّجاء المسيحيّ في نفوسهم، وتغذية حبّهم للوطن، وثقتهم في المستقبل، وتقديم كلّ مساعدة ممكنة لهم، خاصّةً في حقل التّربية والعلم، وإيجاد فرص العمل"، ضارعًا إلى الله "كي يبارك أعمال الاجتماع لما فيه خير الكنيسة والمؤمنين".
من جهته، تحدّث البطريرك العبسيّ عن الأوضاع الحاليّة وما يعانيه المسيحيّون في سوريا من جرّاء تفشّي وباء كورونا والأزمة المعيشيّة، ودور المجلس كجماعة تبقي شعلة الرّجاء متّقدة، وضرورة العناية بالشّقّ الاجتماعيّ، والتّحلّي بالمصداقيّة أمام الشّعب. كما شكر العبسيّ يونان على مشاركته بالرّغم من عناء السّفر وصعوبة الظّروف وخطورتها، معزّيًا إيّاه برقاد رئيس أساقفة حمص وحماة والنّبك المثلّث الرّحمات ثيوفيلوس فيليب بركات، بخاصّة أنّ هذا هو الاجتماع الأوّل للمجلس بعد وفاته، مرحّبًا بحضور المدبّرين البطريركيّين لأبرشيّتي حمص والحسكة السّريانيتيّن، شاكرًا حضور السّفير البابويّ وجميع الآباء.
أمّا الكاردينال زيناري فتناول في كلمته سنة العائلة وسنة مار يوسف اللّتين أعلنهما البابا فرنسيس، كما توقّف عند الأوضاع الإنسانيّة في سوريا، وما قام ويقوم به الكرسيّ الرّسوليّ من مبادرات إزاء هذه الأوضاع، بتوجيه مباشر من البابا، منوّهًا بأهمّيّة هذا الاجتماع الّذي يشكّل وجهًا من وجوه السّينودسيّة في الكنيسة، وخاصًّا بالحديث موضوع كاريتاس سوريا وما تقوم به من أعمال لدعم المحتاجين لأيّ طائفة أو دين انتموا.
وتستمرّ جلسات المجلس حتّى ظهر غد الخميس على أن يصدر عنه أخيرًا بيان ختاميّ.
وتبع الاجتماع، قدّاس افتتاحيّ في كنيسة مار فرنسيس للّاتين- حلب، احتفل به الكاردنيال زيناري بحسب الطّقس اللّاتينيّ، وتأمّل خلاله بأهمّيّة سماع الرّاعي صوتَ الله في حياته وفي خدمته ورعايته للمؤمنين الموكَلين إليه، كما في ضرورة عيش المحبّة والوحدة والشّراكة فيما بين الرّعاة الرّوحيّين.