ذكرى السنتين على وفاة الخوري داود كوكباني
كنت بعد كل إرشاد أو لقاء أو اعتراف تسألني سؤالاً واحداً بسيطاً محدداً بكل حب، كنت تسألني :"كيفك مع يسوع؟" وكأنك بهذا السؤال تختصر كل الأمور لتقول لي "إن كانت علاقتك جيدة مع يسوع فهذا يعني أنك بخير وكل شيء آخر هباء!".
لم تكن يوماً تقليدياً، لم تكن يوماً عادياً، بل كنت دائماً مميزاً، مميزاً بحبك ليسوع ولأمه مريم، كنت دائماً مندهشاً من هذا الحب اللامتناهي، كنت دائماً متجدداً.
في كل مرة أخبرتنا فيها عن يسوع كنت تشع نوراً، في كل مرة حدّثتنا عن مريم والدة الإله كنت تشع حناناً. كنت تذهب دائماً الى العمق وتأخذنا معك ببساطة الكلمة، ببسمة، بنكتة، بالأمثال التي لا تنضب عندك، كنت تأخذنا الى العمق وتتركنا نغوص ونتأمل ونفرح.
لم ولن أنسَ يوماً أول مرة التقيتك، كنت تحتفل بالذبيحة الإلهية وعند كلام التقديس جعلتني أشعر بقوة حضور المسيح الحي لدرجة أنني بكيّت غير كل البكاء، بكيّت من رهبة حضور الرب، لم أرَ إلا هذا الكاهن والقربان المقدس بيده. سألت يومها من تكون فقالوا لي "الخوري داود".
ومنذ ذلك الحين بدأت رحلتي الحقيقية مع يسوع وصار عندي مرشداً وصديقاً هو الخوري داود كوكباني.
سنتان مضت على غيابك، لكن حضورك دائم بقلوب الذين أحبوك، سيرتك دائماً على ألسنتنا، وبخاصةٍ جماعة الحركة الرسولية المريمية التي أنا منها.
كل من عرفك أحبك، كل من عرفك عرف المسيح! كنت لنا دائماً كاهن المسيح الحر والمميز، كنت مرشدنا صاحب البسمة الدائمة ورمز التواضع، مثال المسيح.
اشتقنا إليك ولكننا فرحون لأنك وصلت الى هدفك الى مسيحك ونحن نثق بأنك تصلي لنا وترافقنا.
شكراً يا "بينا" وسامحنا اذا هموم الحياة ومشاكلها أبعدتنا يوماً عنك، سامحنا اذا أسئنا إليك يوماً.
نحن نحبك بكل فخر.