لبنان
30 حزيران 2019, 12:46

ذخائر القدّيس بطرس تزور كسارة مؤقّتًا قادمة من الفاتيكان

غصّت كنيسة مار بطرس وبولس في كسارة بالمؤمنين الذين أتوا لمشاركة رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك، المطران عصام يوحنّا درويش، بالقدّاس الاحتفاليّ، بمناسبة عيد شفيعي الرّعيّة مار بطرس وبولس. وعاونه النّائب الأُسقفيّ العام الأرشمندريت نقولا حكيم، وخادم الرّعيّة الأرشمندريت عبدالله عاصي. وبعد الإنجيل، ألقى درويش عظةً، هنأ الجميع بعيد الرّسولين بطرس وبولس، وهنّأ جميع الذين يحتفلون بالعيد، معلنًا عن مفاجئة للجميع، وهي وجود ذخائر القدّيس بطرس قادمةً من الفاتيكان مباشرة إلى كسارة، لكي يتبارك منها المؤمنون قبل أن تعود بعد أيّام إلى الفاتيكان. وجاء في العظة التي ألقاها درويش عن الانفتاح والانغلاق في حياة المسيحيّ مستعينًا بمفتاح قديم ما يلي، بحسب "إعلام البطريركيّة":

"سمعان بطرس أُعطي أن يفتح باب ملكوت السّماوات، وليس بالطّبع كي يُغلقُه أمام النّاس، في أعمال الرُّسل (12، 1- 11) مرّات ثلاثة فيها انغلاقات: انغلاق بطرس في الحبس؛ انغلاق الجماعة المجتمعة في الصّلاة؛ وانغلاق في بيت مريم، أمّ يوحنا الملقّب بمرقس، حيث سوف يأتي بطرس ويطرق الباب بعد أن تمّ تحريره.

الصّلاة تساعد للخروج من الانغلاق. بطرس سجن على يد هيرودس وكان يمكن أن يحكم عليه بالموت، في هذا الوقت: "الصَّلاةَ كانت تَرتَفِعُ مِنَ الكَنيسةِ إِلى اللهِ بِلا انقِطاعٍ مِن أَجلِه" (رسل 12، 5). إستجاب الرّبّ صلاتهم "وأرسل ملاكه ليحرّرهُ، أنقذه مِن يَد هِيرودُس" (آية 11). الصّلاة هي دومًا طريق الخروج من انغلاقاتنا الشّخصيّة والجماعيّة.

ويتكلّم بولس أيضًا، في رسالته إلى طيموتاوس، عن خبرة تحريره، وخروجه من خطر الحكم عليه بالموت؛ لكنّ الرّبّ كان قريبًا منه وأعطاه القوّة كي يتمكّن من إتمام رسالته التّبشيريّة للأمم ( 2 طيم 4، 17). ولكن بولس يتكلّم عن "انفتاح" أكبر، فحياة المسيحيّ هي "خروج" دائم بفضل الإنجيل: حياة مندفعة كلّها إلى الأمام، أوّلًا كي تحمل المسيح إلى الذين لا يعرفونه، ومن ثمّ كي ترتمي، بين يديه، وتدعه يحملها "ويُخلِّصُها فيَجعلها لِمَلَكوتِه السَّماوِيّ" (آية 18).

بطرس الذي هو بالأساس صيّاد سمك، إنفتح على دعوة الله، على نعمة الإيمان. (أتحبّني..). خرج من نفسه، من عمله، من إرادته ويسوع حرّرهُ.
وعندما حُرّرَ بطرس بشكل عجائبيّ، من السّجن، ذهب إلى بيت أم يوحنا الملقّب مرقس. وقرع الباب، فأجابته من الدّاخل جارِيَةٌ اسمُها رَوضَةُ وإذ عرفت صوت بطرس، لم تفتح الباب من عدم إيمانها ومن فرحها الشّديد معًا، بل أسرعت لتخبر سيّدتها. هذا يجعلنا نفهم جوّ الخوف الذي كانت تعيش فيه الجماعة المسيحيّة، والتي كانت تبقى منغلقة في البيت، ومنغلقة أيضًا على مفاجآت الله. وعندما قرع بطرس الباب: الفرح، والخوف … "نفتح له، أم لا نفتح؟ …". وهو في خطر، لأنّ الشّرطة قد توقفه.
ولكنّ الخوف يحجزُنا، يجعلُنا ننغلق، تجربة الانغلاق على نفسنا فيها خطر. يروي القدّيس لوقا أنّ في ذلك البيت "كانت هُناكَ جَماعةٌ مِنَ النَّاسِ تُصلِّي" (آية 12). الصّلاة تسمح للنّعمة بأن تفتح مخرجًا: من الانغلاق إلى الإظانفتاح، ومن الخوف إلى الشّجاعة، ومن الحزن إلى الفرح. ويمكننا أن نضيف من الانقسام إلى الوحدة.

أدعوكم في هذا العيد أن تختبروا عمل الله المُحرّر فيكم."


وفي نهاية القدّاس، بارك المطران درويش القرابين.