لبنان
12 نيسان 2019, 11:57

دعوة من البطريرك الرّاعي إلى الرّئيس عون لحضور قدّاس الفصح في بكركي

زار البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قبل ظهر اليوم، رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة العماد ميشال عون في القصر الجمهوريّ في بعبدا، وسلّمه دعوة للمشاركة في قدّاس عيد القيامة يوم الأحد المقبل في كنيسة الصّرح البطريركيّ في بكركي، وكانت مناسبة لعرض عدد من المواضيع على السّاحة المحلّيّة.

 

وتحدّث الرّاعي بعد اللّقاء، وقال: "لقد وجّهنا دعوة إلى فخامة الرّئيس للمشاركة في قدّاس عيد الفصح وهو سيكون معنا يوم الأحد في الصّرح البطريركيّ في بكركي، كما هنّأناه على تبنّيهم لخطّة الكهرباء. وبدوره طمأننا فخامته إلى أنّ الأسبوع المقبل سيشهد قرارًا بإنجاز الموازنة وبأنّ مسيرة مكافحة الفساد مستمرّة كذلك المشاريع الّتي هي في أساس النّهوض الاقتصاديّ. وعلى هذا الأساس سيتمّ استعمال الأموال الّتي ستقدّم من مؤتمر سيدر والّتي هي على شكل هبات وقروض.

نحن نعيش زمن الاستعداد لعيدي الشّعانين والفصح. نهنّئ الجميع بعيد الفرح والرّجاء ونشكر الله على ما تحقّق وسيتحقّق من خلال الخطّة الموجودة الّتي تمدّنا بالتّفاؤل وتشعرنا  بأنّ الأمور إلى انشراح، وعلينا جميعنا أن نعرف كيف نتعاون ونتساند كلّ من موقعه،  ذلك أنّ الدّولة لا تقوم فقط برئيسها وبالمسؤولين فيها وإنّما أيضًا بشعبها. كلّ واحد منّا مسؤول عن هذا الموضوع.

لقد سرّني الحديث الّذي سمعته من فخامة الرّئيس وهو يطمئن اللّبنانيين على الرّغم من وجود ضائقة اقتصاديّة ومعيشيّة ولكن الحلول موجودة دائمًا، سيّما وأنّ الرّئيس والحكومة والمجلس النّيابيّ يعملون وفق هذا الموضوع".

وردًّا على أسئلة الإعلاميّين حول عدد من المواضيع ومنها التّهويل بالوضع الاقتصاديّ، أشار الرّاعي: "لقد كنّا نعيش فعلاً مشكلة الجمود. وأنتم تعلمون أنّ القضايا كانت عالقة والإصلاحات الّتي ربطوها بمؤتمر سيدر شملت الكهرباء والفساد والنّهوض الاقتصاديّ والموازنة وهذه كلّها عناوين أساسيّة للإصلاحات. يمكننا القول أنّ نصفها سلك الدّرب والباقي على الطّريق، وهذا يعطينا أملاً ورجاء ويلزمنا شدّ الحزام أكثر وأكثر. أنا أعرف أنّ الضّائقة كبيرة والفقر كبير والعوز كثير إلّا أنّه بفضل الله الأمور ستسير نحو الأفضل."

 

وعن إجراءات تقشّفيّة قد تطال المواطن، أوضح: "من المؤكّد أنّ هناك هدرًا في بعض الأماكن. والتّقشّف لا يعني انتزاع حقوق النّاس، إنّما إيقاف للهدر. علينا محاولة العيش بتقشّف والدّولة عليها أن توقف أبواب وينابيع الهدر. هناك هدر كبير وتصرّف بالمال العامّ خارج عن المسؤوليّات هذا ما تريد أن توقفه الدّولة فتتوقّف عن دفع أموال لا فائدة من دفعها وتوقف الهدر. هناك المؤسّسات الاجتماعيّة الّتي تحتاج لأن تدفع الدّولة لها مستحقّاتها كالمستشفيات والمدارس المجانيّة والمؤسّسات الاجتماعيّة ومتعهّدي الأغذية للجيش هؤلاء يرفعون الصّرخة مطالبين بحقّهم. لا يمكن للماليّة أو للحكومة أن تحجب عنهم المال تحت ستار التّقشّف لأنّ هذا يعني توقيف المصالح لذلك يجب معرفة أين يكمن الهدر وأين يجب أن ندفع المال."

 

وعن مكافحة الفساد أكّد الرّاعي "أنّ المكافحة تتمّ قضائيًّا ولذلك وضعت الدّولة يدها على الموضوع، أنا لا أملك التّفاصيل ولكن الحمد لله آليّة الفساد سلكت الطّريق."

وعمّا أشاعه الإعلام عن عدم تقارب في وجهات النّظر بين الرّئيسين عون وبوتين، لفت الرّاعي إلى أنّ "الأجواء على عكس ما أشيع، كانت إيجابيّة جدًّا، ولاسيّما في موضوع عودة النّازحين الّذي هو مطلب أساسيّ. ونحن عندما نطالب بضرورة ووجوب عودة النّازحين السّوريّين الموجودين بالعدد الأكبر في لبنان إنّما نقول لهم  هذا لا بغضًا ولا حقدًا ولا كرهًا. نقوله أوّلاً من أجلهم فهذا وطنهم ودولتهم وثقافتهم وتاريخهم وحضارتهم، وإن لم يعودوا فهم يصنعون حربهم الثّانية بأيديهم. حربهم الأولى دمّرت الحجر، وحربهم الثّانية ستكون بين أيديهم وسيسحقون من خلالها هويّتهم وثقافتهم. وبالنّسبة لنا لبنان لم يعد يحتمل لا اقتصاديًّا ولا معيشيًّا ولا ديموغرافيًّا أو اجتماعيًّا أو تربويًّا أو سياسيًّا لذلك يجب تطبيق الأمر لكي نبقى أصحابًا وأحبّة. لقد فهمت من فخامة الرّئيس أنّ هناك تفاهمًا كبيرًا حصل بينه وبين الرّئيس بوتين على هذا الموضوع، ورئيسنا لا يسكت أبدًا عن الموضوع وهو يقوله أمام العالم أجمع، فهذه هي الحقيقة وليس على أحد أن يلبسها وجهًا سياسيًّا أو شعبويًّا فالموضوع ليس على هذا النّحو."

 

وختم الرّاعي متمنّيًا عيدًا مباركًا للجميع.

هذا ووجّه الرّئيس العامّ للرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة الأباتي نعمة الله هاشم، وأمين السّرّ العامّ للرّهبانيّة الأب ميشال أبو طقّة، ورئيس جامعة الرّوح القدس في الكسليك الأب البروفسور جورج حبيقة، للرّئيس عون دعوة لحضور رتبة سجدة الصّليب، يوم الجمعة العظيمة المقبل، في جامعة الرّوح القدس-الكسليك، عند الساعة العاشرة والنّصف صباحًا، وذلك خلال زيارة خاصّة قاموا بها إلى بعبدا.