لبنان
31 تموز 2017, 06:07

درويش : نضعكم اليوم تحت شفاعة سيدة زحلة ونسألها أن تمدكم بالعون والحكمة والقوة

شارك وزير الخارجية والمغتربين، رئيس التيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل في قداس الأحد في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة، من ضمن الجولة التي يقوم بها في المدينة.

 

ترأس القداس رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، بحضور وزير العدل سليم جريصاتي، وزير البيئة طارق الخطيب، النواب أنطوان أبو خاطر وشانت جنجنيان، الوزير السابق نقولا صحناوي، النواب السابقون سليم عون، يوسف المعلوف وحسن يعقوب، مدير عام وزارة الزراعة النمهندس لويس لحود، مدير عام ألأمانة العامة في غالقصر الجمهوري عدنان نصار، رئيس بلدية زحلة – المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب، مدعي عام البقاع القاضي فريد كلاس، القاضي جوزف تامر، السفير ايلي الترك، رئيس مجلس إدارة كهرباء زحلة المهندس اسعد نكد، رجل الأعمال ميشال ضاهر وجمهور غفير من المؤمنين. 
بعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة رحّب فيها بالوزير باسيل وبالحضور ومما قال :" معالي الوزير جبران باسيل وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر
سيدة النجاة ترحب بكم مصلياً معنا في هذه الكاتدرائية، فزحلة مدينة الكنائس تقرع أجراسها ترحيبا، زحلة مدينة النور الذي لا ينطفئ، زحلة مدينة الانفتاح تستقبل اليوم الرجل الذي لا ينام والساهر على الوطن.
يسعدني جدا أن أستقبلكم اليوم مع معالي الوزير الصديق سليم جريصاتي، ابن زحلة وابن هذه المطرانية، وباسم النائب العام وكهنة الأبرشية ورهبانها وراهباتها، باسم أبنائنا وبناتنا الزحليين والبقاعيين وهذا الجمهور الكريم الذي أتى ليصلي معكم من أجل لبنان وجميع المسؤولين، ولنصلي معا على نية فخامة الرئيس ميشال عون، الذي نحييه وندعو له بالنجاح ونرفعه في صلواتنا ليستمد من العلاء الحكمة والقوة في إدارة شؤون البلاد."
وأضاف " إننا نضعكم اليوم، معالي الوزير، تحت شفاعة سيدة زحلة ونسألها أن تمدكم بالعون والحكمة والقوة وأن تكون المهام الموكلة إليكم في الدولة أو التيار مصانة ومباركة.
نحن ندرك أن زيارتكم اليوم الى زحلة والبقاع الأوسط ستشدد أمال شبابنا وتعطيهم جرعة كبيرة من الرجاء لمستقبل أفضل لهم. كما ندرك أن ما قاله بولس الرسول في رسالة اليوم ينطبق على واقعنا المسيحي، فبولس يحرضنا ويطلب منا أن نكون على رأي واحد في أمورنا الإيمانية، أما في أمور الدنيا فيجب أن نبتعد عن كل انشقاق وأن نلتئم برأي واحد، وهذا سيساعدنا لنكون حاضرين لنكون شهودا للعيش المشترك لأن الانكماش على الذات يلغينا ويقضي على هويتنا.
لنبدأ من بيتنا الداخلي ولنعمل على المحافظة على حقوق بعضنا البعض ومعا "فقط" نكونُ الرسالة والشهادة لقيم الإنجيل، معا نكونُ رسالة محبة وأخوة إذا ما عرفنا أن نحافظ على بعضنا البعض كخميرة طيبة وفعّالة.
هذا ما أكده يسوع المسيح في إنجيل اليوم، قدم للذين جاءوا إليه يسمعون كلامَهُ، حنانه وحبه ولم يشأ ان يعودوا إلى ديارهم وهم جياع. نظر إلى السماء وبارك وكثر الخبزات وأطعم الناس. منذ ذلك الوقت ما زال يسوع يكثر النعم على الذين يسعون وراءه، لينعموا بحياة هادئة وسلامية. لقد علمتنا الكنيسة بأن الإنسان يحيا بالكلمة، والكلمة هي يسوع، وهذا يعني أن لا حياة لنا إلا به ومعه."
وختم درويش " نحن على بعد يوم واحد من عيد الجيش، نريد أن نتخذها مناسبة لنبارك له هذا العيد وننوه بقدراته وكفاءاته وإنجازاته في مواجهة الإرهاب ونحيي قادتَه وقادة جميع قوى الأمن. وبعيدا عن السياسة، ننوه بتضحيات رجال المقاومة ونُثمّنُ ما يقومون به. إنهم بتعاونهم مع الجيش يصنعون لنا السلام.
نستلهم أنوار الروح القدس ليساعدكم ويساعد جميع المسؤولين على حسن أداء الشهادة لقيم الإنجيل وعلى جعل روح السلام بين جميع اللبنانيين، ومُلهما لكم في ممارسة السلطة، لتنمو في ما بيننا لغة الحوار وتتعمق روابط المحبة لنغتني من بعضنا البعض فتنمو روابط المحبة الحقة بيننا. لأننا إذا بقينا منقسمين فنحن مازلنا بعيدين عن المحبة. وإذا كنا نحب بعضنا يعرف العالم أننا تلاميذ يسوع.
لنصلِّ لتعودَ المحبة إلى قلوبنا فهي وحدها توحدنا وتجعلنا نتحاور ونتخطى كل الأمور التي نختلف عليها من أجل العبور النهائي من بلد طائفي بامتياز إلى رحاب وطن حقيقي تسود فيه الحداثة والعدالة."

وبعد العظة قدّم درويش للوزير باسيل ايقونة القديس جاورجيوس عربون محبة وتقدير.
وبعد القداس انتقل الحضور الى صالون المطرانية حيث كانت كلمة للوزير جريصاتي باسم الأبرشية قال فيها :" شرفني سيد المدينة المطران عصام يوحنا درويش ان اقول كلمة باسم الابرشية بمناسبة زيارة وزير الخارجية والمغتريين، ورئيس التيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل.
في الماضي القريب شرفنا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بزيارة الى زحلة،قبل ان يصبح رئيساً ميثاقياً للمرة الأولى منذ الإستقلال، وقال له سيدنا كلاماً لا يزال يحفر في البال " هذا هو اليوم الذي صنعه الرب" . نقول هذا الكلام بمناسبة قدوم الوزير باسيل صانع النقلة النوعية في التمثيل السياسي من النظام الاكثري البائد الى النظام النسبي الذي يعطي كل ذي حق حقه، والذي سوف ينتقل بنا للمرة الاولى من التمثيل الاكثري الى التمثيل النسبي، فيكون لكل طيف من اطياف هذا الوطن صوتاً وازناً في السلطة الاشتراعية. انا اشد العارفين يا معالي الوزير باسيل انك لا تحب الكلام الطائفي ولكن في عاصمة الكثلكة اسمح لي ان اقول شكرا لك باسم كاثوليك لبنان لانك اعطيتهم في الوزارة مع فخامة الرئيس وفي التشكيلات الدبلوماسية ثمان سفراء منذ قيام وزارة الخارجية والمغتربين، في الخارج والداخل، ونحن لك ممتنون وبشكل عام اعطيت المسيحية في لبنان سر وجوده وسر استمراره، قالوا عنك عنصري وفئوي، لكن نحن نقول عنك انك وطني بامتياز، فلا لبنان من دون مسيحيين، ولا لبنان من دون المسلمين. سر فعين الله تحميك، وعين سيدة النجاة تحميك ايضا، وصلواتنا ترافقك."
وكانت كلمة للوزير باسيل شكر فيها للمطران درويش حفاوة الإستقبال وقال :" نحن نلتقي اليوم في سيدة النجاة، فسيادة المطران درويش دوماً يكللنا في المواقف الوطنية، واليوم نسمع كلام وطني نحن بحاحة له لكي نستطيع مواجهة كل التحديات التي تقف امامنا، واذا لم نفكر بعقلانية تتخطى لبنان وتصل الى الشرق والعالم باجمعه. نحن في عاصمة الكثلكة نقاوم كثيرا اشكال شر منها الارهاب، والفساد شكلها الآخر، ومحاولة ترحيلنا من هذا البلد واستبدالنا هذا هو الشكل الثالث. هناك ارادة دولية مكررة مرة بعد مرة من وقت استقدامهم البواخر ومحاصرة زحلة ووقت عملوا لتوطين الفلسطينيين، والآن يعملون من اجل توطين السوريين، هذه ارادة دولية تعمل لابقاء السوريين في لبنان. ونحن من منطلق وطنيتنا ومحبتنا لهم نعمل لاعادتهم الى وطنهم. هذا الكلام الذي اقول به امام سيدنا يحتاح الى عقول كبيرة، لكي تفهم مقاومة اللبنانيين بكل قوانا الشرعية والامنية والعسكرية والثقافية والاقتصادية وكل فئات مجتمعنا، اذا ما تزودنا بنفس المقاوم لكي نبقى مثل ما نحن وليس لنبقى عند احد، بشخصيتنا اللبنانية المستقلة، وهذا الكلام اليوم من زحلة بالذات له معنى، لنقول انه من زحلة نشع بلبنان وفي كل المنطقة وفي كل العالم، لانه الذي نعمل به بإنسانيتنا لا يوجد بلد استطاع في العالم ان يعمله. نحن بكل تواضع نعلم العالم الانسانية وحقوق الانسان. "
وختم باسيل " علينا ان نعرف متى نكون انسانيين ومتى نكون وطنيين، لانه لا احد باسم حقوق الانسان يقدر ان يمنع جيشنا من منع المطرفين من تفكير انفسهم بنا ولا اخد باسم الشرعية وحقوق الانسان يمنع شعب من المقازمة والمحافظة على نفسه وعلى وجوده. هذه المبادئ يجب المحافظة عليها، ويجب ان نتمسك بها، وهذه المبادئ تجمعنا في الكنيسة وفي الجامع."