لبنان
04 كانون الثاني 2021, 13:30

درويش: نحن بحاجة إلى سامريّين صالحين يصبّون الخمر والزّيت على جراح المحتاجين والمتألّمين

تيلي لوميار/ نورسات
محتفلاً بقدّاس الأحد الّذي يلي عيد الظّهور الإلهيّ، في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة- زحلة، بمشاركة النّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم، دعا رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش الشّباب إلى العمل التّطوّعيّ، وذلك في عظة جاء فيها:

"في مطلع هذه السّنة الجديدة نعايدكم ونتمنّى لكم الخير والبركة، وبإسمكم نعايد غبطة أبينا البطريرك يوسف العبسيّ ومطارنة كنيستنا ومطارنة زحلة ونوّابها ووزرائها وقادة الأحزاب والكتل السّياسيّة والفعاليّات الاقتصاديّة والاجتماعيّة، كما نتوجّه بمعايدة خاصّة من الجيش والقوى الأمنيّة كافّة، وأشكرهم على جهودهم الّتي يقومون بها.

أشكر بنوع خاصّ الّذين يعملون معنا في مستشفى تل شيحا الأطبّاء والممرّضين والممرّضات والإداريّين الّذين يواجهون يوميًّا خطر الكورونا، ونثمّن عملهم وتفانيهِم في الخدمة.  

أتوجّه بشكر عميق من المتطوّعين في طاولة يوحنّا الرّحيم الّتي تقدّم مجّانًا قرابة 1500 وجبة يوميًّا، وهم يعلمون بأنّ السّعادة الحقيقيّة تكمن في العطاء والتّضامن والأخوّة، وأنّ الكنيسة تقوم على أعمال المحبّة وعلى حفظ كرامة الإنسان. أدعو آخرين لينضمّوا إليهم في العمل التّطوّعيّ، فنحن بحاجة إلى سامريّين صالحين يصبّون الخمر والزّيت على جراح المحتاجين والمتألّمين.

وفي هذه المناسبة أدعو الجمعيّة الخيريّة أن تنفض الغبار عنها وتطوّر عملها، وتجنّد جيلاً جديدًا من المتطوّعين ليكونوا خدّام المحبّة، فالعمل الاجتماعيّ ليس بحاجة إلى منظرين بل إلى أعضاء مفعمين بالتّعاطف والتّضامن، وأن يكون عمل الخير من أولى اهتماماتهم، كما نريدهم أن يتبنّوا رعاية الفقراء والمحتاجين.  

إنّ عملنا اليوميّ في طاولة يوحنّا الرّحيم هو فرصة مقدّسة لنرّحب بإخوة لنا، لأنّنا نشكّل معهم، جماعة كنسيّة قادرة أن تنشر الرّجاء والمحبّة في مجتمعنا. على أمل أن نبشّر الزّحليّين خلال هذه السّنة الجديدة بمشروع خيريّ جديد يطال شريحة أكبر من المحتاجين.

أتوجّه اليوم أيضًا إلى الأهل الّذين فقدوا أحبّاء لهم خلال السّنة الفائتة وبخاصّة نتيجة وباء كورونا وأسأل الرّبّ أن يعزّي قلوبهم. ورسالة القدّيس بولس إلى تيموتاوس، تنبّهنا بأن نكون متيقّظين، ونحتمل المشقّات ونجاهد لنحفظ الإيمان. وفوق ذلك ينصحنا الرّسول بأن نعمل عملَ المبشّر، وهذه هي ميزة المؤمن الأسمى، لأنّ الله لكثرة محبّته، اختارنا أن نكون سفراء له في العالم، وطلب منّا أن نُكمِّل خطّته الخلاصيّة للبشر. "أكرز بالكلمة... واعمل عمل المبشّر"، هذه هي الوصيّة، الّتي أضعها في قلب كلّ واحد منكم، في بداية هذه السّنة، أنتم الّذين تحبون ظهوره في حياتكم، وقد تعمّدتم باسمه وخُتمتم بنعمة روحه القدّوس...

لنشكر الله على السّنة الفائتة، وعلى كلّ ما حصل فيها من أشياء جميلة، ولنستقبل برجاء كبير السّنة الجديدة، وليباركنا الرّبّ الإله، بنعمته ومحبّته للبشر. آمين!".