لبنان
21 تموز 2019, 13:28

درويش: ليُرافق الرّبّ عائلاتنا ويقودُها لتكون خميرة في مجتمعنا

إحتفلت لجنة العائلة في أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك "عائلة من أجل المسيح"، بالذّكرى الرّابعة لتأسيسها، بقدّاس احتفاليّ أُقيم في كنيسة سيّدة المعونة الدّائمة في تعلبايا، ترأّسه راعي الأبرشيّة المطران عصام يوحنّا درويش، عاونه فيه خادم الرّعيّة ومُرشد اللّجنة الأب مارون غنطوس، بحضور حشد من أبناء الرّعيّة. وبعد الإنجيل، ألقى المطران درويش عظةً هنأ فيها اللّجنة بعيدها الرّابع، وتمنّى أن تكون أكثر تواجُدًا وفعّاليّةً في الحياة الكنسيّة اليوميّة، وقال بحسب "إعلام البطريركيّة":

"أشكرُ الله على هذه النّعمة التي منحنا إيّاها بأن نُصلّي مع بعضنا البعض في عيد العائلة وفي هذه الرّعيّة المُباركة، رعيّة السّيّدة العذراء وهي أُمّ العائلة وحامية العائلة وشفيعتها. أُحيّي كاهن الرّعيّة ومُرشد جماعة عائلة من أجل المسيح، وأُحيّي كلّ العائلات، وأشكُر الذين نظّموا هذا الإحتفال وأُبارك عملهم. أشكُر بامتنان عميق جميع أبناء وبنات هذه الرّعيّة على محبّتهم. من جهتي أُصلّي لكم ليبارككُم الرّبّ ويكافئكُم بوفرة من نعمه.

ويتحدّث القدّيس بولس الرّسول في رسالة اليوم عن المواهب، وينسب هذه المواهب إلى النّعمة المعطاة لنا، ويُشير إلى المواهب المختلفة، فالله يسكب مواهبه بغزارة ليُنمّي الكنيسة، وبقدر ما يشعر الإنسان بضعفه، تكثُر النّعمة وتزداد الموهبة.

هذه المواهب تُعطى للمؤمنين كلٌّ حسب مقدرته لنخدُم معًا الكنيسة. وفي الكنيسة حاجات عديدة: الوعظ والخدمة والنّبوءة والتّعليم والتّدبير والرّحمة والعطاء وغيرها الكثير من المواهب، لذلك نعتبرُ أنّ كلَّ هبةٍ مهما كانت صغيرة أو كبيرة، هي نعمة من الله، لذلك لا يوجد موهبة ضعيفة أو موهبة قويّة، لأنّها كلُّها تساهم في بنيان جسد يسوع المسيح. 

يهمُّني اليوم، وبمناسبة عيد جماعة عائلة من أجل المسيح، أن أُحدّثكم عن موهبة الأُبوّة والأُمومة وهي من أسمى المواهب، وهي مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمواهب كلّها، ففيها أوّلًا نعمة الخلق وهي تعني شراكة مع الله، وفيها نعمة الحبّ لأنّ الله محبّة.
والعائلة هي حارسة الإيمان ومؤتمنة على الوحدة والأمانة والانفتاح على الحياة. وكما أنّ الكنيسة هي عروسة المسيح التي تسعى لتكون أمينةً له، كذلك الأب والأُم يسعيان معًا ليكونا أمينين الواحد للآخر.
وكما أنّ الكنيسة تُشرّع أبوابها لاستقبال النّاس، كذلك الأب والأُم يُشرّعان أبواب قلبهما لاستقبال الله في كنف عائلتهما.

وكما أنّ الكنيسة تُعبّر من خلال أغصانها عن وحدتها، هكذا تسعى العائلة المؤمنة أن تصون وحدتها؛ فجمالها يكمن من عمق المحبّة فيها، حتّى عندما يكون بحر العائلة هائجاً تعرف أن تستدعي المسيح لتستكين الأمواج ويعود السّلام والهدوء إليها. 
وكما أنّ الكنيسة تُغذّي القطيع الذي أوكلهُ الرّبُّ إليها، هكذا العائلة تُغذّي إيمان أولادها بعناية فائقة.
وكما أنّ الكنيسة قامت لخدمة الإنسان بإسم يسوع المسيح، هكذا هو هدف العائلة أن تقود أولادها وتحميهم من مُغريات العالم وتدعمهم ليكتشفوا دعوتهم وفق تعاليم الكتاب المُقدّس.
في نهاية حديثه عن المواهب، يتوجّه إلينا القدّيس بولس ويقول: "توقوا... إلى المواهب العُظمى، وأنا أُريكم الطّريق المثلى"(1كور 12/31). والطّريق هي المحبّة: "فلو كنتُ أنطق بألسنة النّاس والملائكة، ولم تكن فيَّ المحبّة، فإنّما أنا نحاسٌ يطنُّ، أو صنجٌ يرنّ... الآن يثبت الإيمان والرّجاء والمحبّة. هذه الثّلاثة؛ لكنَّ أعظمهنَّ المحبّة"(1 كور 13). 

ليُرافق الرّبُّ عائلاتنا ويقودها لتكون خميرة في مجتمعنا وأن تكون حاضنة للقيم العائليّة التي نؤمن بها بشفاعة مريم العذراء، والدة الإله."

ووزّع درويش شهادات تقدير على عائلات الرّعيّة وأعضاء لجنة العائلة في الأبرشيّة، وقدّم الأب مارون غتطوس درعًا تقديريًّا للمطران عربون محبّة وشكر على رعايته الدّائمة.
وبعد القدّاس، أُقيم كوكتيل للمناسبة وقطع قالب الحلوى، وقدّم التّينور الزّحلي سربل عقيقي أغاني أوبراليّة.