لبنان
16 آذار 2019, 14:45

درويش لوفد الجامعة اللّبنانيّة: يعنينا الأمر الرّوحيّ والاجتماعيّ والحواريّ بين الطّوائف والأديان

إستقبل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش في مطرانيّة سيّدة النّجاة، رئيس الجامعة اللّبنانيّة البروفسور فؤاد أيّوب على رأس وفد من الجامعة، وعرض معهم موضوع انشاء المجمّع الجامعيّ في زحلة. وللمناسبة، ألقى المطران درويش كلمةً، رحّب فيها برئيس الجامعة والوفد المرافق وقال بحسب "إعلام البطريركيّة":

"أُرحّب بكم في مطرانيّة سيّدة النّجاة في زحلة. هذه المطرانيّة التي تأسّست في القرن الخامس في عنجر، ثمّ انتقلت إلى الفرزل. وفي بداية القرن الثّامن عشر، وبعد سنوات قليلة من تأسيس مدينة زحلة انتقلت إلى المدينة، وكانت دائمًا السبّاقة والحامية لها. 

في السّنة القادمة سنحتفل بالذّكرى المئويّة لإعلان دولة لبنان الكبير من زحلة، ومطران الأبرشيّة، سلفي، هو الذي فاوض الفرنسيّين لكي تضمُّ أقضية البقاع الأربعة إلى لبنان الكبير.
أُرحّب برئيس الجامعة اللّبنانيّة البروفسور فؤاد أيّوب والوفد المرافق، وأقول لكم أنّ سيّدة النّجاة الكنيسة كانت دائمًا في خدمة المجتمع، والجامعة اللّبنانيّة بنوع خاصّ.

يهمّنا جدًّا أن تكون الجامعة اللّبنانيّة في زحلة التي هي ملتقى الحضارات والأديان والطّوائف، وزحلة كانت دائمًا منفتحة على السّهل، ونحن نضع كل امكانيّاتنا في خدمة الجامعة، وآمل في وقت قريب أن يُصار إلى وضع حجر الأساس للمجمّع الجامعيّ لنُبرهن لأهل البقاع أنّ الدّولة تحتضنهم وتفكّر بهم. وكما أنّ هناك مجمّعات جامعيّة في المناطق اللّبنانيّة، البقاع له الحقّ أن يكون لديه مجمّع جامعيّ.

ولبنان منذ تأسيسه هو منارة ثقافيّة وحضاريّة للعالم العربيّ، ولكلّ العالم.

ليس الأمر الثّقافي فقط يعنينا، بل يعنينا الأمر الرّوحيّ والأمر الاجتماعيّ والأمر الحواريّ بين الطّوائف والأديان. وأغتنم الفرصة لدعوتكم للمشاركة في النّدوة التي نُنظّمها في 25 آذار بمناسبة عيد البشارة، حول وثيقة الأخوّة الإنسانيّة التي وقّعها قداسة البابا فرنسيس والشّيخ أحمد الطّيّب مفتي الدّيار المصريّة. وستكون انطلاقة لنشاطات حواريّة بين كلّ الطّوائف والأديان في منطقة البقاع. وأتمنّى أن تواكبنا الجامعة اللّبنانيّة وترافقنا وتساعدنا في خلق جوّ انفتاحيّ، جوّ حواري لأنّه في النّهاية لدينا رسالة للعالم.

أتأسّف للحادثة التي وقعت في نيوزلندا التي كانت أبرشيّتي السّابقة؛ وأعرف هذه المدينة، وأعرف أنّ هناك تعايش وقبول للآخر. وقد أسّست هناك هيئة الصّداقة المسيحيّة الإسلاميّة لإعطاء فكرة عن الإسلام الحقيقيّ للشّعب الأستراليّ والنّيوزلنديّ، خصوصًا بعد أحداث 11 أيلول 2001. 

آسف وأستنكر أنّ الحادثة حصلت في بلد حضاريّ، ولكن هذا هو الجهل والتّعصّب الدّينيّ من كلّ الأطراف الذي يوصلنا إلى مثل هذه الأحداث.
أُكرّر محبّتي للجميع، ونضع كلّ طاقاتنا في خدمة إقامة هذا المشروع الكبير الذي سيتحقّق في عهدكم، ويرتبط اسمكم بهذه المرحلة الجميلة."