لبنان
15 كانون الأول 2020, 07:30

درويش لشبيبة أبرشيّته: أنتم تشبهون الكنيسة

تيلي لوميار/ نورسات
شبّه رئيس أساقفة زحلة والفرزل والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش الشّبيبة بالكنيسة الّتي لا تشيخ، في كلمة توّجه بها إليهم خلال قدّاس تسليم تسلّم أمانة الشّبيبة، والّذي ترأّسه في كابيلا سيّدة النّجاة مساء السّبت، بمشاركة مرشد عام الشّبيبة الأب أومير عبيدي، ومرشد عام لجنة الشّبيبة البطريركيّة الأرشمندريت غريغور ساسين، بحضور أعضاء مكتب الشّبيبة في الأبرشيّة، فقال لهم:

"قبل أن أدخل إلى الكنيسة فكّرت بماذا أقول لكم بهذا القدّاس الإلهيّ، أنتم شبيبة الأبرشيّة، وبماذا أشبّهكم؟

لم أجد أجمل من تشبيه الشّبيبة إلّا بأنّكم تشبهون الكنيسة، فأنتم الكنيسة لأنّ الكنيسة لا تشيخ وهي منذ يوم العنصرة ما زالت فتيّة وستبقى شابّة، تنضح بالحياة وبالأمل وبالرّجاء، وتعلن بجرأة كلام الله. وهي شابّة لأنّها قريبة من الصّغير والكبير، من الغنيّ والفقير، من المؤمن وغير المؤمن، من الخاطئ كما من البارّ، من الأبيض كما من الأسود.

الإيمان المسيحيّ أيضًا، لا يشيخ أبدًا، بل يبقى شابًّا، لأنّه يدفّقنا بالحياة، ولأنّه يجعلنا نؤمن بالمستقبل ونسعى للأمام كما يقول بولس الرّسول: "إنّما ما يهمّني أمرٌ واحدٌ وهو أن أنسى ما ورائي وأمتدّ إلى الأمام فأسعى إلى الغاية" (فيليبي3/13).

أشبّهكم أيضًا بالمسيح، لأنّ المسيح هو "الشّابّ الدّائم"، كما قال يومًا البابا فرنسيس، وهو الأقرب إلى قلوبكم، يحاكي تطلّعاتكم ويتلمس رغباتكم، ومعكم يغلب العالم ويغلب الشّرّ معكم بالمحبّة. في داخلكم ثورة ورغبة في التّغيير، ثورة على ما هو قديم وبالٍ وثورة على الفساد وعلى الفقر وعلى النّظم الاجتماعيّة الّتي لا ترتقي بالإنسان ولا تؤمّن له المستقبل، ويسوع المسيح هو الثّورة وهو العنصر الأساس في تغيير حياتنا: "ينبغي لكم أن تخلعوا عنكم، في ما هو من أمر حياتِكم السّالفة، الإنسان العتيق... وأن تتجدّدوا في صميم أذهانكم، وأن تلبسوا الإنسان الجديد، الّذي خُلِقَ على مثالِ الله في البرّ وقداسة الحقّ" (أفسس4/22-24).

يتساءل شباب اليوم كيف تكون العلاقة مع الله؟ توجد أيقونة فيه يسوع واقف يقرع على الباب والصّورة مأخوذة من سفر الرّؤيا: "ها أناذا واقفٌ على الباب، وأقرع، فإن سمع أحدٌ صوتي، وفتحَ الباب، أدخُلُ إليه، فأتعشى معهُ، وهو معي" (3/20). سمّيت هذه اللّوحة بـ"نور العالم". المسيح لا يفرض نفسه على أحد، من يريد يفتح الباب فنحن نختار العلاقة معه وعندما نفتح يشاركنا الطّعام والمشاركة هي دلالة على صداقة ومحبّة وخلال العشاء يدور حوار أخويّ وتنمو الصّداقة شيئًا فشيئًا..

اليوم وفي نهاية القدّاس الإلهيّ نسلّم أمانة الشّبيبة في أبرشيّتنا لإيلي نصّار وأنا على قناعة بأنّ اختياركم هو إلهام من الرّوح القدس. ما نطلبه من المنسّق الجديد أن يعمل على فكرتين أساسيّتين: أوّلاً: انتماء شبيبتنا إلى يسوع المسيح وإلى كنيستهم والتّعرّف أكثر على تراث الكنيسة الملكيّة.

ثانيًا: إنماء الرّوحانيّة حتّى يجد الشّباب هويّتهم المسيحيّة الّتي تقوم على المحبّة.

كما أنّي أودّ أن أشكر بإسم الأبرشيّة روي جريش الّذي حمل مشعل الشّبيبة خلال السّنوات التّسع الماضية وأضاء دروب كثيرين منهم ونظّم وأسّس وكتب مع معاونيه نظام الشّبيبة، حتّى صارت مثلاً يحتذى به في كلّ أبرشيّاتنا الملكيّة."

في ختام القدّاس، كانت كلمة للمنسّق العامّ السّلف وأخرى للخلف، ثمّ سلّم المنسّق السّابق روي جريش إلى المطران درويش وأعضاء المكتب تقريرًا عامًّا حول أعمال مكتب الشّبيبة منذ العام 2012.