درويش: لا خوف على لبنان لأنّه بين يدي مريم العذراء وبين يدي المسيح
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى درويش عظة قال فيها: "أيّها الأحبّاء أبناء هذه البلدة المحبوبة المنصورة، أعايدكم جميعًا بعيد ميلاد المخلّص يسوع المسيح، الّذي هو عيد كلّ مسيحيّ، وأعايدكم أيضًا بالسّنة الجديدة وإن شاء الله تكون سنة خير عليكم وعلى لبنان، ونتخطّى هذه الأزمة الّتي نمرّ بها، وأملي كبير أنّنا قادمون على أيّام جميلة جدًّا في لبنان، وكما أقول دائمًا لا خوف على لبنان لأنّه بين يدي مريم العذراء وبين يدي المسيح، لذلك نحن في لبنان مباركون، نحن أرض القداسة والإيمان، وأنا أكيد أنّ يسوع المسيح ينظر إلى كلّ واحد منّا ويكرّر قوله "لا تخافوا".
فرح الميلاد يكون دائمًا مغروسًا مع الألم، وهذه هي حياة المسيحيّ فيها فرح وسعادة وسلام وفيها ألم وجهاد لكي نكون فعلاً مسيحيّين، لدينا جهاد روحيّ متواصل لنتخطّى كلّ الشّرّ الموجود حولنا ونتخطّى الخطيئة الموجودة في قلوبنا.
الأحد الأوّل بعد الميلاد تعيّد الكنيسة لثلاث شخصيّات مهمّة جدًّا في حياتنا الإيمانيّة، وهذه الشّخصيّات عاشت مثلنا بطبيعتها الإنسانيّة ولكنّهم أصبحوا مثلاً في القداسة.
الشّخصيّة الأولى هو داود النّبيّ الّذي يمثّل الإنسان التّائب اللّاهث وراء الله، والّذي يسعى انطلاقًا من خطيئته وأن يكون في علاقة حميمة مع الله، وترك لنا المزامير العظيمة جدًّا والّتي ما زلنا بعد 2500 سنة نصلّيها ونرتّلها، وهو عُرف أنّه بتوبته سيتقدّس.
الشّخصيّة الثّانية هو يوسف الصّدّيق خطّيب مريم، الكنيسة اليوم تقدّمه لنا كمثال، وهو حامي وشفيع الكنيسة. القدّيس يوسف لا يتحدّث عنه الإنجيل كثيرًا بل يقول إنّه كان إنسانًا بارًّا، ولكن في إنجيل اليوم نرى يوسف يسمع كلام الملاك "قم وخذ الصّبيّ". هذه الكلمة موجّهة لكلّ واحد منّا اليوم، المسيح يقول لنا أنا في عهدتكم والملاك يقول لنا قوموا وخذوا الصّبيّ لكي يكون خاصّتكم، دافعوا عنه بإيمانكم واحموه، نحن حُماة المسيح في هذا العالم من خلال عيش الإنجيل وقيَم الإنجيل.
الشّخصيّة الثّالثة هو يعقوب أخو الرّبّ، وسمّي كذلك لأنّه كان قريبًا من يسوع ولأنّه كان يتمتّع بشفافيّة عظيمة جدًّا، وبإيمان نقيّ وطاهر وكان شغوفًا بالنّظر إلى يسوع. كلّنا اليوم مدعوّون لأن نكون على مثال يعقوب أخ الرّبّ. ويعقوب هو أوّل مطران في المسيحيّة، أوّل مطران على أورشليم وهو شفيعي وشفيع كلّ المطارنة، لأنّه مثال الأسقف الغيور الّذي يدافع عن القطيع.
هذه الشّخصيّات الثّلاث هي مثال لنا اليوم لكي نعيش بشخصيّة كلّ منها."
وبعد القدّاس، تبادل درويش وجميع الحاضرين التّهاني بالعيد في صالون الكنيسة.