لبنان
08 تموز 2019, 10:36

درويش كرّم المساهمين في إنجاح احتفالات "خميس الجسد" في زحلة

كرّم رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع المطران عصام درويش الجمعيّات والمؤسّسات الّتي ساهمت في إنجاح احتفالات "خميس الجسد" في زحلة، وذلك خلال قدّاس احتفاليّ ترأّسه في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة، عاونه فيه النّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم، وخادم الرّعيّة الأب إدمون بخاش والأب جان بول أبو نعّوم، بحضور فعاليّات المنطقة وأبنائها.

بعد الإنجيل المقدّس ألقى المطران درويش عظة قال فيها: "أودّ أن نقدّم معًا هذه الذّبيحة الإلهيّة شكرًا لله على نعمه الكثيرة الّتي يمنحنا إيّاها، ونقدّمها أيضًا على نيّة الّذين عملوا معنا في تنظيم خميس الجسد، وأنا باسم الكنيسة أشكرهم وأطلب من الرّبّ أن يباركهم. وفي نهاية القدّاس سنكرّمهم ونقدّم لهم تذكارًا ليذكرونا بدورهم في صلاتهم.
يخبرنا إنجيل اليوم عن حدث مهمّ يساعدنا في فهم إيماننا. قائد في الجيش الرّومانيّ يقترب من يسوع ويطلب منه أن يشفي ابنه، فيعده يسوع بأن يذهب إلى بيته، لكن قائد المئة جنديّ، قال له "لست أهلاً أن تدخل بيتي، لكن قل كلمة فيبرأ غلامي". أُعجب يسوع بإيمان هذا الرّجل الرّومانيّ الوثنيّ حتّى أنّه قال للّذين كانوا معه في الجليل: "لم أَجدْ مِثلَ هذا الإيمانِ حتّى ولا في إسرائيل" وللوقت قال له يسوع: "إذهبْ وليكنْ لك كما آمنتَ، فشفي فتاه في تلك السّاعة".
هل كلمة يسوع كانت كافية لشفاء المريض؟ من الطّبيعيّ جدًّا أنّ كلمة يسوع تحمل القدرة على الفعل، لكنّها كانت تتوقّف على طلب قائد المئة.
هل نحن نؤمن بعقيدة أم نؤمن بشخص؟ أنا أؤمن وأثق بشخص قادر أن يعطيني النّعمة ويشفيني ويحرّرني من مرضي، بشخص يسوع، فكلمة منه تشفيني وتعطيني الحياة من جديد. يسوع ليس هو فكرة ولا عقيدة، إنّه الحياة. والإيمان بحاجة إلى كلمة من يسوع فهو ينير حياتي.
في رسالته الأولى يقدّم الرّسول يوحنّا شرحًا وافيًا لهذه الفكرة: "مَنْ لَهُ الابنُ فلهُ الحياة؛ ومَن لَيسَ لهُ ابنُ اللهِ فَليْسَتْ لَهُ الحياة. لَقد كتبتُ إِليكم بهذِهِ الأَشياءِ، لِتَعْلموا أَنَّ لكمُ الحياةَ الأَبديَّةَ، أَنتمُ المُؤْمِنينَ باسمِ ابنِ الله. لنا هذِهِ الثِّقةُ ((باللهِ)) أَنَّا إِذا سَأَلْناهُ شَيئًا، على وَفْقِ مَشيئتِهِ، يَسمَعُ لنا." (1يو5/12-15).
عندما أطلب الشّفاء يسألني يسوع: "أتؤمن؟" وعندما يتطابق إيماني مع كلمة يسوع يتمّ الشّفاء. هذه الموافقة على إرادة كلمة الله تظهر بما نسمّيه الإيمان.
وعندما قال قائد المئة: "قل كلمة لا غير فأنا لست مستحقًّا أن تدخل تحت سقف بيتي" حدثت الأعجوبة. عدم الاستحقاق هو الإيمان الحقيقيّ بالله: نحن نؤمن بمحبّة الله وعنايته، لكنّنا من جهة أخرى لا نستحقّ هذه المحلّة. لذلك وضع الآباء القدّيسون، قبل التّقدّم إلى المناولة صلاة "اللّهم اغفر لي أنا الخاطئ وارحمني" لأنّنا نؤمن بأنّ الله هو المحبّ والطّويل الأناة وهو يهبنا المسامحة، يعطينا باستمرار الحياة. 
هذه الحادثة تعلّمنا بأنّ الإيمان هو أساس حياتنا. الإيمان العمليّ الّذي ينمو بالرّجاء. لماذا كان إيمان قائد المئة قويًّا واستثنائيًّا؟ لأنّه آمن بقوّة بكلام المسيح وبأنّه اعترف بأنّ كلمته هي الّتي تشفي. وإذا ما أخذنا التّراتبيّة الاجتماعيّة نرى أنّ هذا القائد الرّومانيّ هو أهمّ بكثير من النّجّار الآتي من النّاصرة، لكن الجنديّ رأى الله في شخص يسوع المسيح وهذا ما دفعه أن يتواضع أمامه.
يا سيّد لست مستحقًّا.. هذا هو إيماننا فكلمة الله يقابلها تواضع منّا وعدم استحقاق وشكر وامتنان لنعم الرّبّ".
وفي نهاية القدّاس، منح المطران درويش المكرّمين من ممثّلي وسائل الإعلام، دروعًا تقديريّة وقربانًا هو رمز شراكة بين المطرانيّة ومؤسّساتهم.