لبنان
19 آذار 2019, 13:30

درويش في عيد مار يوسف: الكنيسة الحقيقيّة ليست أفرادًا إنّما هي عائلة

ترأّس راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش قدّاس عيد القدّيس يوسف، في كنيسة القدّيس يوسف- حوش الأمراء، عاونه فيه النّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم، وخادم الرّعيّة الأرشمندريت أنطوان سعد والأب الياس ابراهيم، بحضور مدير دار الصّداقة الأب جورج اسكندر، بحضور حشد كبير من المؤمنين.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى درويش قال فيها: "أشكر الرّبّ على هذه الخدمة اللّيتورجيّة بعيد القدّيس يوسف شفيع الكنيسة وشفيع الرّعيّة. وأنا سعيد جدًّا بحضوركم ومرتاح أكثر بمحبّتكم.
أحيّي كلّ واحد منكم، كاهن الرّعيّة الأرشمندريت أنطوان سعد ومجلس الرّعيّة وكلّ الّذين يساعدون في الخدم الرّوحيّة، وأعايد الّذين يعيّدون هذا العيد المبارك.
أهنّئ لجنة بناء القاعة الرّاعويّة الجديدة، وبخاصّة الأرشمندريت عبدالله عاصي على العمل الّذي يقومون به وهو عمل شجاع يتطلّب الكثير من الجهد والمال والوقت. أشجّعكم في هذا الصّيام المبارك أن تساهموا مع اللّجنة بفلس الأرملة حتّى ينهوا بسرعة أعمال البناء.
أنهينا البارحة الأسبوع الثّاني من زمن الصّوم، والمطلوب منّا أن نجد خلال هذه الفترة المقدّسة وقتًا للصّمت والإصغاء إلى كلمة الله والمشاركة في صلوات الصّوم. نحن بحاجة إلى قت نهرب به من ضجيج الحياة ومتاعب الدّنيا، وهذا لن نجده إلّا بخلوة مع يسوع، نتحدّث إليه ونصغي له. إنّ الله يكشف لنا ذاته عندما نختلي به ونتأمّل بما قاله لنا عبر الكتاب المقدّس.
وعندما نطلب معونته يحوّل ضعفنا إلى قوّة، وكرهنا إلى محبّة ويأسنا إلى رجاء وكبريائنا إلى تواضع وحزننا إلى فرح.
القدّيس يوسف الّذي نعيّد له اليوم، فهم جدًّا هذه المعادلة، فهم المهمّة الّتي أوكلها الله إليه، فكان الحارس الأمين لمريم العذراء، فاهتمّ بها وكرّس حياته بفرح لتعليم يسوع. وكما كان الحارس لهما، نراه اليوم الحارس والمحامي للكنيسة. كان معهما في كلّ مرافق حياتهما، في الفرح والحزن، في أوقات الهدوء وفي الشّدائد.
كان يجيد الاستماع إلى الله ويعرف أن يقرأ الأحداث الخلاصيّة، وهذه دعوة لنا لنجعل المسيح يقيم في حياتنا ومن ثمّ أن نكون حماة لوجود يسوع في قلوب الآخرين.
الكنيسة اليوم بحاجة إلى حماية القدّيس يوسف من الأخطار الّتي تتعرّض لها ومن الصّعاب الّتي تواجهها، وهي بحاجة إلى رسل مثله ينقادون إلى روح الله.
والكنيسة تريده أن يكون محاميًا عن عائلاتنا، لأنّ الكنيسة ولدت في بيوت المؤمنين، وفيها كانوا منذ البداية يسمعون كلام الله ويتأمّلون بتعاليم يسوع، وبفضل إيمان وصلاة العائلات والأزواج، وصلت المسيحيّة إلينا، من هذا المنطلق نؤكّد أنّ التزام العلمانيّين هو الّذي يحافظ على كنيسة المسيح، "لأنّ العائلة هي الأرض الخصبة لنموّ الإيمان" ( البابا بنديكتوس).
كلّ بيت من بيوتكم يمكن أن يصبح كنيسة صغيرة، وكلّ بيت يمكن أن يكون منارة مسيحيّة، لأنّ الكنيسة الحقيقيّة ليست أفرادًا إنّما هي عائلة، ويمكن أن نقول عنها إنّها عائلة الله.
لنصلِّ معًا للقدّيس يوسف ليكون لعائلاتنا حاميًا، فتنال عائلاتنا بشفاعاته النّعم والبركات".
وفي ختام القدّاس، أقيمت صلاة تبريك القرابين وتبادلوا بعدها التّهاني بالعيد في صالون الكنيسة.