درويش في عيد قلب يسوع الاقدس: لا تتخلوا ابدا عن صداقته وبأمانتنا له نكتسب قوة ونساهم في بناء كنيستنا ومجتمعنا
بعد الإنجيل المقدس القى درويش عظة هنأ فيها كل الذي يحتفلون بالعيد، وقال:" بفرح نلتقي هذه السنة معكم في بداية شهر قلب يسوع، فمنذ يومين ودعنا شهر مريم وكرسنا لها من جديد زحلة وقلنا لها من مقامها: زحلة لك يا مريم، الزحليون لك يا مريم. وها نحن اليوم نبدأ شهر قلب يسوع الأقدس".
اضاف:"قرأت في الفايس بوك تساؤلا لأحد الشباب عن معنى عيد قلب يسوع يطلب أن يفسر له أحدهم لماذا نعيد هذا العيد؟ يتحدث الكتاب المقدس مرارا عن القلب فهو مركز وحدة الانسان وكينونته بعكس الفلسفة اليونانية التي تفصل بين العقل والقلب، المسيحية تعتبر أن القلب هو رمز وحدة الانسان".
وقال:"اكبر دليل على ذلك ما جاء في انجيل يوحنا أن قلب يسوع فتح على الصليب وخرج منه دم وماء، وهذا كان سبب ايمان الجندي الروماني الذي اعلن قائلا:"لقد كان هذا حقا ابن الله".
وتابع:"آباء الكنيسة ادخلوا في لاهوتهم رؤية لاهوتية جديدة لقلب يسوع وعلى سبيل المثال يقول اوريجنوس الاسكندري "ان يوحنا الرسول لما أتكأ رأسه الى قلب يسوع وجد فيه كنوزا دفينة من الحكمة والعلم فعرف حق المعرفة خفايا الرب واعلن بها الى العالم".
وقال:"الآباء الغربيون أخرجوا عبادة قلب يسوع الفردية الى إطار الليتورجية الجماعية، والرهبان اليسوعيون هم اول من وضعها في اطار شعبي كوسيلة قداسة ونمو روحي. فعبادة قلب يسوع هي عبادة شخص يسوع، ابن الله الحي الذي أظهر لنا محبته عندما اتخذ له طبيعة مثل طبيعتنا وقلبا مثل قلبنا. يقول لنا يسوع: "يا جميع المتعبين والمثقلين تعالوا الي وانا اريحكم، احملوا نيري"" (متى 11/28)
اليوم ينادينا يسوع ويقول لنا "تعالوا إليَّ" ينادينا لنحمل معه البشارة والمسؤولية فمعه نحقق رسالته، لأن رسالته هي رسالتنا وانجيله هو إنجيلنا.
اضاف:"عند يسوع نجد الراحة والطمأنينة والسلام ونتعلم منه الوداعة والتواضع ونصلي له أن يسكب حبه في قلوبنا فتنتفي منها الضغينة والكلام البطال والاشاعات المغرضة. وتابع:"تعالوا الي"، يسوع يدعونا اليه، لنسير معه، لنتماثل به. يدعونا لنحمل معه صليب الانسانية (النير عادة يحمل من اثنين) يريد أن يدخلنا معه في شركة عمل وشركة محبة وأن نرتبط معه ارتباطا ابديا، والحقيقة اننا عندما نكون مع يسوع يحملنا مع صليبنا ويزيل آلامنا واوجاعنا ويمنحنا راحة روحية".
واردف:"إن دعوة يسوع مريحة عندما نلبيها فهو يقول لنا "أنا اريحكم"، فكيف لنا أن نبقى غير مبالين امام دعوته المفعمة بحبه لنا؟ كيف لنا ألا نكون امناء لانجيله لأننا بأمانتنا له نكتسب قوة فنقدم مساهمة فعالة في بناء كنيستنا ومجتمعنا".
وتابع:"في مجتمعنا اليوم الكثير من اللامبالاة تجاه يسوع! والكثير من الفقر ومن الانغلاق على الله وعلى الآخر، فكثيرون يتكلون على مشاريع شخصية وعلى قوة ذاتية لكن المسيح وحده يمنح هؤلاء الغنى الحقيقي."
وختم درويش عظته قائلا:"ادعوكم ايها الاخوات والاخوة أن تبقوا متحدين مع يسوع وأن تشهدوا له بعيشكم قولا وعملا المشورات الانجيلية ولا تنسوا ابدا أن مشاريعكم مهما كبرت اذا لم تكن مبنية على المسيح فستبقى دون حياة. لا تتخلوا ابدا عن صداقة يسوع، اطلبوا باستمرار عونه، ادعوه ليلا نهارا فهو يريحكم".
وفي ختام القداس بارك درويش القرابين، واقيم تطواف بصورة قلب يسوع في شوارع حارة الراسية في زحلة.