لبنان
12 شباط 2019, 06:00

درويش في عيد سيّدة لورد: نحن مدعوّون لتربية أولادنا على فضيلة التّواضع

ترأّس راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش قدّاسًا احتفاليًّا بعيد سيّدة لورد، في كابيلا مدرسة سيّدة لورد التّابعة لراهبات القلبين الأقدسين في البربارة- زحلة، عاونه فيه النّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم .

 

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى درويش عظة عايد فيها الرّاهبات، شاكرًا إيّاهن بإسم الكنيسة على عملهنّ في الحقل التّربويّ والرّسوليّ والرّوحيّ في هذه المدينة وفي الأبرشيّة.

وتابع متأمّلاً في إنجيل الفرّيسيّ والعشّار "الّذي يحضّرنا الى مسيرة جميلة جدًّا في حياتنا المسيحيّة، مسيرة الصّوم المقدّس الّتي نبدأها بعد أربعة أسابيع. هذا الأحد هو أحد الفرّيسيّ والعشّار، الأحد القادم الإبن الشّاطر، الأحد الّذي يليه أحد الدّينونة والأحد قبل الصّوم مباشرة هو أحد الغفران. هذه الأناجيل الأربعة تحضّرنا لندخل في مسيرة الصّوم، وبنوع خاصّ اليوم مسيرة الزّمن التّريوديّ، مسيرة الصّلاة المثلّثة، صلاة التّوبة لكي نعيش هذه الفترة، ونحضّر أنفسنا لندخل في الزّمن المقدّس.
الفرّيسي والعشّار يمثّلاننا جميعًا.
كان الفرّيسيّ يعتقد نفسه طاهرًا، يصلّي ويصوم ويحسن إلى النّاس، لكن كان ينقصه التّواضع.
هذا التّواضع وجدناه لدى العشّار الّذي كان يعتبر نفسه خاطئًا ولكنّه كان متواضعًا.
اليوم في تربيتنا الّتي نقدّمها في مدارسنا وفي كنائسنا والأهل بنوع خاصّ، نحن مدعوّون لتربية أولادنا على فضيلة التّواضع الّتي كادت أن تنقرض من العالم، لأنّ العشّار دخل خاطئًا ويقول يسوع إنّه خرج مبرّرًا وممتلئًا من النّعم من وجود الرّبّ وحضوره في حياته، بينما الفرّيسيّ دخل صانعًا للخير والصّدقات وخرج ممتلئًا من الخطايا لأنّه اتّكل على نفسه ولم يتّكل على الرّبّ.
حسب خبرتي، ينقصنا في زحلة التّجاوب بين الأهل والمدارس الخاصّة والرّاهبات والكهنة. عائلاتنا تهتمّ بحالها ولا تهتمّ بالأولاد. ربّما يجب أن ندعو إلى ثورة في هذا الموضوع لكي يعود الأهل ويتلاقوا ويتجاوبوا أكثر مع المدرسة. علينا العودة إلى تقاليدنا، إلى النّظام التّربويّ الّذي نشأ عليه الجيل القديم.
اليوم نعيّد عيد سيّدة لورد. ما بين 11 شباط و 14 أيّار 1858 ظهرت مريم العذراء 18 مرّة في مدينة لورد جنوبيّ فرنسا على صبيّة اسمها برناديت وحمّلتها رسائل. اليوم نعيّد ذكرى ظهور مريم العذراء على القدّيسة برناديت. ليس المهمّ أن نحتفل بالذّكرى، العذراء تظهر لنا بمحبّتها وبعنايتها لكلّ واحد منّا، وأوّل أعجوبة في الإنجيل عندما انتبهت العذراء إلى نقص الخمر في عرس قانا الجليل، وما زالت تنتبه إلى نقص المحبّة في قلوبنا وفي عائلاتنا، إلى نقص النّعمة الّتي نرفضها في حياتنا، وهي ما زالت تقول ليسوع انتبه فرغ الخمر لديهم، أطلب منك أعجوبة جديدة، فرغ الخمر من قلب كلّ واحد منّا، فرغت المحبّة من قلوب كلّ النّاس، وتطلب من يسوع أن يملأ هذه المحبّة من جديد في قلوبنا، وهي ما زالت حاضرة في حياتنا.
أطلب من الرّبّ أن ينمّي المحبّة في بلدنا، في مدينتنا، في قلوبنا وقلوب عائلاتنا لنكون نحن المكرّسين والعلمانيّين فريقًا واحدًا، عائلة واحدة، وإذا كنّا عائلة واحدة نكون شهودًا لحضور يسوع المسيح في مجتمعنا. أمّا إذا شعرنا أنّ المكرّسين في مكان والعلمانيّين في مكان آخر فهذه ليست علامة الوحدة ولا علامة شهادة لعالمنا الموجودين فيه، وحدتنا هي الشّهادة المطلوبة منّا."