درويش في عيد النبي إيليا: أدعوكم لتتشبهوا به
بعد الإنجيل المقدس القى سيادته عظة توجه فيها بالتهنئة من كل الذين يحتفلون بعيد مار الياس، ومما قال :" أريد أولا أن نشكر الله على جزيل محبته الذي جمعنا هذه السنة في عيد شفيع الكنيسة النبي الياس الغيور. في هذا الدير المبارك، كما أثني على غيرة آباء الدير الرهبان الذين اتخذوا من صاحب العيد مثالاً للغيرة والتفاني في خدمة الرعية وخدمة كل واحد منكم، فليبارك الله عملكم أيها الآباء الأحباء ويبارك تفانيكم في خدمة البشارة."
وأضاف " إن شفيعكم النبي الياس هو رجل الله، أرسله الرب ليكون هديا ونورا لشعبه، وقد وصف الكتاب المقدس تعبده وجرأته وغيرته بأنها نارية.
أنا أدعوكم لتتشبهوا به. فالله أرسلنا أولا لنكون نوراً لغيرنا: " أنتم نور العالم" . والسؤال كيف لإنسان أن يكون نورا لإنسان آخر؟ أولا عليه أن يعرف النور أي يسوع المسيح. وبقدر ما نتقدم في هذه المعرفة يكون النور فينا ساطعا: "فليضئ نوركم قدام الناس ليروا أعمالكم الصالحة، فيمجدوا أباكم الذي في السماوات" (متى 5: 16).
إضافة إلى ذلك، الإنسان الُمنوِّر هو الذي يستمد نوره من يسوع، يفعل أفعال يسوع ويفكر كما يفكر يسوع ويحب كما يحب يسوع ويصفح كما يصفح يسوع.
عندما شفا النبي ايليا ابن الأرملة وأعاده إلى الحياة، قالت له المرأة: "الآن علمتُ أنك رجل الله، وأن كلام الرب في فيك حقا". كانت زيارة ايليا لتلك المرأة بركة ونعمة.
ليتنا نتشبه بالنبي ايليا فتكون لقاءاتنا معا بركة ونعمة لبعضنا البعض وأن نكون رجال الله وأن يكون كلام الله دوما فينا، ليتنا نرى في الكاهن بركة ونعمة، نطلب منه الصلاة مع العائلة ونطلب منه البركة ...
نجد أوجه شبه كثيرة بين النبي إيليا ويوحنا المعمدان، فإيليا النبي اتسم بالغيرة في حياته ليرشد الناس إلى عبادة الله ويدلهم على الإله الحقيقي. ويوحنا مهد الطريق أمام المسيح ودعا الناس للتوبة ليستقبلوا المسيح الذي هو حمل الله الرافع خطايا العالم"
وختم درويش " من جديد أهنئكم بعيد شفيع الكنيسة، وشفيع كل عائلة وكل فرد من أبناء الرعية كما أهنئ بنوع خاص الذين يحملون اسم الياس. أرفع اليوم ذبيحة القربان على هذه النية وعلى نية كل من يعمل في هذه الرعية."