لبنان
02 حزيران 2019, 12:00

درويش: عندما نكون مع يسوع يتكوّن في داخلنا الفرح الحقيقيّ

إحتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك، المطران عصام يوحنّا درويش، بقدّاس الأحد السّابع للفصح "أحد القديسين آباء المجمع المسّكونيّ الأوّل"، في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة في زحلة. وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى درويش عظةً قال فيها بحسب "إعلام البطريركيّة":

"إحتفلنا يوم الخميس الفائت بعيد صعود يسوع إلى السّماء، بعد أربعين يومًا من القيامة، وخلال هذا القوت كان يسوع يظهر باستمرار للتّلاميذ ليعلّمهم وليثبتهم بإيمانهم. 
 

يُخبرنا الانجيل بأنّ يسوع اجتمع مع التّلاميذ ومنحهم سلامه وبدّد خوفهم، وبعد أن تناول الطّعام معهم صعد إلى السّماء، كما قال: "لقد خرَجْتُ منَ الآبِ، وجِئتُ الى العالَم؛ والآنَ أَترُكُ العالَمَ وأَمْضي إلى الآب". (يو16/28).


صحيح أنّ يسوع عاد إلى الآب بعد أن أنجز عمله على الأرض، لكنّه بقي معنا إلى الأبد، بقي قريبًا من كلّ واحد منا، بقي على الأرض معنا بطريقة أُخرى، والمؤمن وحده يشعر بوجوده، خصوصًا عندما يحتاج إليه. "ها أنا معكم كلّ الأيام إلى انقضاء الدّهر"، هذا ما وعدنا به. 
 

صعد يسوع إلى السّماء وحملنا معه هديّة إلى الآب السّماويّ، فصرنا معه في الملكوت من مواطني السّماء، كما صلّى قبل صلبه: "أَيُّها الآبُ، إِنَّ الَّذينَ أَعْطَيتني، أُريدُ أَنْ يَكونوا هم أَيضًا، حَيثُ أَكونُ أَنا، لكي يُشاهِدوا مَجْديَ الَّذي أَعْطيتَني، لأَنَّكَ أَحْببتَني قَبلَ إِنْشاءِ العالَم (يو17/24).


إنّ ارتفاع يسوع إلى السّماء هو علامة ثقة بكنيسته التي أسّسها، علامة ثقة بكلّ واحد من أبناء الكنيسة، وهو يتوجّه إلينا اليوم قائلًا: كونوا أنتم شهودًا لي حتّى أقاصي الأرض، كونوا رسلًا وعلّموا الآخرين بأن يكونوا بدورهم رسل الإنجيل، فيسوع سيبقى معنا مدى الأيّام، لكنّه يريد منّا أن نكمل رسالته على الأرض "أنا معكم لا تخافوا"، لقد وعدنا بأن يكون معنا طوال الأيام إلى انقضاء الدهر (متى28/20).


ويخبرنا الإنجيل أنّ الرّسل امتلأوا فرحًا عند صعود معلمهم إلى السّماء؟ لأنّهم فهموا بنعمة من الله أنّ هذا الصّعود هو ضروريّ ليحصلوا أوّلًا على الرّوح القدس ومن ثَمَّ ليفتح لنا أبواب السّماء. 
عندما نكون مع يسوع يتكوّن في داخلنا الفرح الحقيقيّ، الفرح الذي لا يمكن لأحد أن ينزعه منّا "قلت لكم هذه الأشياء، ليكون بكم فرحي، فيكون فرحُكم تامًّا" (يو15/10).


هذا الصّعود أعطانا هويّةً جديدةً، فالهويّة القديمة ماتت بموت يسوع، وبقيامته صارت هويّتنا قياميّة، وبصعوده إلى السّماء صرنا من مواطني السّماء، صرنا أبناء الملكوت؛ لذلك نعتبر صعود يسوع بركةً لنا ونعمةً. ونحن بذلك نستعدُّ للاحتفال بعيد العنصرة وفيه نُفعّل عمل الرّوح القدس فينا ونفهم أكثر أنّ مواهبه أُعطيت لنا لنكون شهوده في هذه الأرض.
 

سنحتفل الأحد القادم بحلول الرّوح القدس علينا فهو المُؤيّد والمعزّي وكنز الصّالحات، إنّه عطيّةً الله لنا، وهو يعلمنا ويذكرنا بما أوصانا به يسوع المسيح.
 

ولنا أمٌ سماويّة، رافقت تلاميذ يسوع، وهي ترافقنا وتحمينا وتتشفع فينا، إنّها طريقنا إلى يسوع المسيح والسّلّم الذي ينقلنا إلى السّماء."