لبنان
06 كانون الثاني 2021, 11:20

درويش: ظهور المسيح يمنحني الفرح والطّمأنينة والأمان والسّلام

تيلي لوميار/ نورسات
ترأّس راعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران عصام يوحنّا درويش صلاة الغروب والقدّاس الإلهي في عيد الظّهور الإلهيّ ورتبة تقديس المياه في كاتدرائيّة سيّدة النّجاة، بمشاركة النّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم، وكاهن الرّعيّة الأرشمندريت إيلي نمّور والشّمامسة إيلي يوحنّا زخريّا وإيليّا عون بحضور المؤمنين. وألقى بعد الإنجيل المقدّسة عظة توقّف فيها عند معاني العيد، فقال:

"إنّ السّابق لما عاين من هو ضياؤنا المنيرُ كلَّ إنسانٍ آتيًا ليعتمد. إبتهجت نفسُهُ.. قائلاً: هوذا منقذُ العالم.."

هذه الصّلاة تلخّص لنا رسالة عيد الظّهور، دعوتي تكمن أوّلاً بأن أعاين الرّبّ، أيّ أن أراه وألمسه، أكتشفه وأختبر حضوره في حياتي، أعاين نوره، ضياءه وأعرفه بأنّه إله محبّة لا متناهية ورحمة لا حدّ لها. معاينة الله تعني أن أسلك طريقه بطاعة كاملة، وأشعر بالامتنان لأنّه ظهر لي، وتجعلني أشتاق له وأضع ثقتي به.

عندما رأى السّابق يسوع آت ليعتمد ابتهجت نفسه، ظهور المسيح يمنحني الفرح والطّمأنينة والأمان والسّلام، لأنّه معي، وإذا كان معي فمن عليَّ.

عندما اعتمد يسوع سُمع صوت من السّماء يقول: "أنت ابني الحبيب" (لوقا3/21). أعلن الآب السّماويّ، أنّ يسوع هو ابن الله، هو المسيح والمخلّص. اليوم يردّد ما قاله لابنه الحبيب ويقول لنا بحنانه الأبويّ وبمحبّته الكبيرة: "أنت أيضًا ابني الحبيب". فلنطلب منه أن يملأنا من الرّوح القدس وينعم علينا بأن نكون أهلاً لهذه البنوّة، مردّدين وهاتفين: "لقد ظهرت نعمة الله المخلّصة كلّ البشر، منيرة ومانحة المؤمنين الرّحمة العظمى."

جرى التّقليد في هذا العيد أن يزور الكهنة بيوت المؤمنين، تذكّرني هذه الزّيارات بلقاء يسوع مع زكّا عندما زاره في بيته وقال له: "اليومَ قد حلَّ الخلاصُ لهذا البيت" (لو19: 9). كما تذكرني بالمنازل الكثيرة الّتي زارها يسوع مثل زيارته أليعازر وأختيه واعتبر ساكنوه بأنّهم نالوا النّعمة بهذه الزّيارة.

ودرجت العادة عند زيارة البيوت والمكاتب والمخازن التّجاريّة والمصانع أن يكرّسها الكاهن برشّه الماء المقدّس وأحيانًا كثيرة يكرّس الكاهن البناء عند وضع حجر الأساس أو عند شراء السّيّارة. لذلك نجد أهمّيّة هذا التّقليد في تراثنا الشّرقيّ أن يزور الكاهن بيوت المؤمنين ويكرّسها. والمؤمنون يعتبرون هذه الزّيارة نعمة لهم.

هذه السّنة وبسبب تفشّي وباء الكورونا، لن يتمكّن الكهنة من زيارة بيوتكم، لذلك نطلب من المؤمنين أن يأخذوا إلى بيتهم الماء المكرّس من الكنيسة ويرشّوا هم بأنفسهم بيوتهم وهم يرنّمون: "أنتم الّذين بالمسيح اعتمدتم.." كما يمكن للكاهن أن يزور بيوتًا يطلبونه، أو أن يمرّ في الحيّ ويكرّس البيوت من الخارج.

أيّها الأحبّاء  

بفضل ظهور الرّبّ الّذي أعطانا ذاته، صرنا قادرين على التّمتّع بوجوده بيننا ومعنا والدّخول معه في علاقة حميمة.

كلّ عيد وأنتم بخير."

وفي نهاية القدّاس، أقيمت رتبة تقديس المياه ورشّ الكاتدرائيّة والمؤمنين بالماء المقدّس.