لبنان
06 كانون الثاني 2018, 12:52

درويش ترأّس قدّاس عيد الظهور الإلهي ورتبة تبريك المياه

ترأّس متروبوليت الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش صلاة الغروب وقدّاس عيد الظهور الإلهي ورتبة تبريك المياه، في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة، بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، خادم الرعية الأب ادمون بخاش والشماس الياس إبراهيم، في حضور جمهور من المؤمنين.

بعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى المطران درويش عظةً، تحدّث فيها عن معاني وأهميّة الظهور الإلهي في حياتنا فقال:"ما من أحد يستطيع دخول ملكوت الله ما لم يولد من الماء والروح" (يوحنا3/5) يختصر القديس يوحنا بقوله هذا معاني عيد الظهور الإلهي، وهو تكملة لعيد الميلاد أي عيد ظهور الرب بالجسد عندما تجسد من مريم العذراء وولد في مغارة بيت لحم. في هذا العيد، نحيي ذكرى عماد الرب أي ظهور المسيح للناس في بداية حياته العلنية. في الميلاد رأيناه طفلاً، وفي هذا العيد نشاهده كاملاً. في الميلاد تقدّست بيت لحم، وفي عيد الظهور تتقدّس الخليقة كلّها وتشرق الشمس التي لا تغرب والعالم يستنير بنور الرّب. أراد يسوع أن يعتمد ليفتح لنا الطريق لنعتمد بالروح القدس وليعطينا ولادة روحية جديدة. فحلول الروح القدس هو بداية عهد جديد بين الله والإنسان، بمعموديّته ربط الله السماء بالأرض وملأ الدنيا من مجده، وأكّد لنا أنّه خلقنا على صورته ومثاله. ومعموديّة يسوع علمتنا كيف نعيش الملكوت ونحن على هذه الأرض، لأنّ ملكوته يسري فينا منذ معموديتنا."

أضاف:"يخبرنا الإنجيل بأنّ السماء انشقت وسمع الناس صوت من السماء يقول:"هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (لوقا3/21). أعلن الآب السماوي، أنّ يسوع هو ابن الله، هو المسيح والمخلص منذ تلك اللّحظة حصل التحام بين الله والإنسان في شخص يسوع المسيح، والآب السماوي سلّم يسوع ابنه الحبيب العالم ليصالح البشر ويأتي بهم إليه.
اليوم يردّد ما قاله لابنه الحبيب ويقول لنا بحنانه الأبوي ومحبته الكبيرة:"أنت أيضاً ابني الحبيب". فلنطلب منه أن يملأنا من الروح القدس وينعم علينا بأن نكون أهلاً لهذه البنوة. مرددين وهاتفين:"لقد ظهرت نعمة الله المخلصة كل البشر. منيرة ومانحة المؤمنين الرحمة العظمى".."
بالميلاد فتحت السموات بمجيء يسوع وفتحت معها أفق جديدة وفي عيد الظهور، وفي يوم معمودية يسوع صرنا نعرف أنّ الله ماثلنا بكل شيء عدا الخطيئة وظهوره حطّم الجدار الذي كان يفصل بين البشر وخالقهم، فتحت السموات بعدما كانت قد أغلقت بسبب الخطيئة. انفتحت السموات وأعطانا الله في المسيح ضمانة محبة لا تتزعزع أبداً. فمنذ لحظة تجسّد كلمة الله، أصبح باستطاعة كل واحد منّا أن يرى السموات مفتوحة،"ها إنّي أرى السموات متفتحة" (أع 7، 56). لقد اضحى هذا ممكنا لكل واحد منّا، إذا ما سمحنا لمحبة الله بأن تغمرنا، تلك المحبة تمنح لنا أول مرة في سرّ المعمودية بفضل عمل الروح القدس."

وختم درويش:"من ثمار معموديتنا أنّنا صرنا أبناء وبنات الله بالتبني والنعمة وصرنا مؤهّلين للدخول في الشركة الإلهية، ونلبس يسوع المسيح كما نردد مراراً:"أنتم الذين اعدمتم بالمسيح قد لبستم المسيح، نصلّي اليوم لمريم العذراء لنكون على مثالها جماعة نشير الى الطريق التي تؤدي إليه."

وفي نهاية القدّاس، ترأّس درويش رتبة تبريك المياه، ومن ثمّ نضح المؤمنين وأرجاء الكاتدرائية بالماء المقدّس.